هم ليسوا من فئة التجار المتعارف عليهم كما أنهم ليسوا بالمتطفلين على حرفة التجارة إنهم بكل بساطة أناس وجدوا أرباحهم صافية خالية من الضرائب و مصاريف كراء المحل و غيرها ،إنهم ظاهرة أفرزتها مجموعة عوامل اقتصادية و اجتماعية ،تجدهم في كل حارة و شارع ووسط كل زقاق و ممر ، يبيعون جهرا وعلانية أمام أعين رجال السلطة و أعوانها ، إنهم الباعة المتجولون،فأرباحهم صافية لا يكدرها همّ الإيجار أو تكلفة رسوم المهنة.. وباعة لا يحدهم مكان أو يستقر بهم مقام.. إنهم الباعة المتجولون الذين شكلوا مع مرور الزمن،ظاهرة تميزت بها شوارع وأرصفة مدينة ابناظور وأسواقها التجارية..فبعد أن كانوا مجاميع صغيرة من أصحاب عربات متوزعة هنا و هناك تلاحقهم دوريات الحد من هذه الظاهرة،أصبحوا اليوم يكوّنون فيما بينهم أسواقاً متخصصة في البيع،فهذه مجموعة تخصصت في بيع الفواكه والخضروات والتي يقوم بتسييرها وتزويدها بالسلع مستشار بالمجلس البلدي … وأخرى لبيع الحلويات و الخبز و حتى ” الصيكوك ” و الفواكه الموسمية ” الهندية ” و أخرى في الألبسة وتلك في بيع العطور …الخ ،
لعل من السمات التي أضحت بارزة في المشهد العام للناظور أنها عاشقة المجانين ، فهي التي تتميز بالازدحام ، وشوارعها العفنة وتنوع سكانها …هي ظاهرة الباعة المتجولين التي استقطبت عددا هائلا من الوافدين من مختلف المناطق المغربية و كذلك المدن التي حل بها الجفاف و أصبح العيش و توفير القوت من المستحيلات ، باعة من كل صنف ومن كل لون مشكلين سوقا تجاريا على طول الشوارع والساحات العامة ، وحتى أبواب الإدارات والمصالح العامة تجدها مكتظة عن آخرها …. ومما لا شك فيه فإن الدولة تتعمد خنق المدينة بهذه الطريقة… وذلك إنتقاما من تاريخ المنطقة ، الذي كان مناوئا لسياستها عبر الزمن !
kawalisrif@hotmail.com
مقالات ذات الصلة
17 سبتمبر 2024
رغم موقف الركراكي الإنتقامي … حارث الأوفر حظا لخلافة دياز المصاب في مباريات المنتخب المغربي
17 سبتمبر 2024