حسب نتائج البحث الذي قام به الأستاذ محمد الزروقي ، حول معيشة سكان إقليم الناظور ، هناك تراجع نسبة نمو الدخل الفردي وفقدان العمل والبطالة طويلة الأمد وسط الشباب .. الذي يعاني نسبة متقدمة من الكآبة والتذمر النفسي والاجتماعي .. ويفيد هذا البحث أيضا، أن سكان المناطق المجاورة للناظور ، أكثر فقرا من سكان المدينة ، وأن جهات في وسط وشرق وغرب الريف .. هي الأكثر تضررا من الفقر، كما أن الأسر التي تعيلها النساء والأطفال تعد الأكثر فقرا. ويقدر هذا التقرير أن عدد السكان الفقراء الذين يقل دخلهم اليومي عن 20 درهم ، قد يصل إلى 30 الف شخص في الناظور لوحدها ، ويفيد هذا البحث أيضا، أن الدخل الفردي لسكان الإقليم تطور بوثيرة منخفضة خلال سنة 2016 ، و يمكن اعتبار ارتفاع البطالة في المدينة خلال هذه الفترة، إشارة واضحة إلى انخفاض دخل الأسر الريفية ، خاصة تلك التي يكون الراتب الشهري هو المورد الوحيد الذي تعتمد عليه في تلبية حاجياتها الأساسية. وتبرز معطيات البحث حول مستوى استهلاك الأسر، أن نفقات أغلب السكان تقترب من عتبات الفقر، وتوضح أن الفقر النقدي المطلق، أصبح يصيب إثنان من أصل خمسة ناظوريين في الوسط القروي وثلاثة من أصل عشرة بالمدينة. ويورد البحث أن أغلب الأسر تعيش فقرها بصمت، وهو أمر لم يندهش له أحد، لأن الباحث قام بالعملية الإحصائية، وقدم معلوماتها التفصيلية، يعلم أكثر من غيره ، ان عوامل شتى تضافرت على مر السنين، لم يكن لها سوى خلق المزيد من الفقر، بالنسبة للفئات الواسعة من السكان في إقليم الناظور .. زأن حالة الفقر التي تفجرت في المجتمع الريفي على مراحل، وبإيقاع تصاعدي، لم تستند فقط على مؤشرات النمو الديمغرافي الغير خاضعة لأي تخطيط، ولكنها أيضا ركزت على عدم توجيه الاستثمارات التي من شأنها استيعاب العاطلين ، وعلى الفساد المتعدد الصفات و الأهداف، الذي طبع مرحلة هامة من التاريخ الإداري و المالي والسياسي للسلطة في الريف .
24/04/2018
kawalisrif@hotmail.com
مقالات ذات الصلة

17 فبراير 2025
صفقات كبرى وتفويتات عقارية لخلق مشاريع ضخمة .. قرارات مهمة في دورة مجلس الدار البيضاء

17 فبراير 2025