حرب طاحنة في الكواليس عادت من جديد بين المخابرات المغربية والإسبانية في مناطق التلاقي في مدينتي مليلية و الناظور … فالأسبان يتقنون اللعب على حبال التناوب .. والمغرب من جهته يتحكم في لعبة طرح ضرورة عودة المدينة السليبة ، وهو يركز على العمل الإستخباري الذي يتحمل مسؤولية تعزيز بنك المعطيات حول الطرف الآخر ، من خلال وجود عملاء له في مختلف دوائر القرار بمليلية بما في ذلك الاجهزة الامنية والقضائية .. بالإضافة إلى بعض مسؤولي الجمعيات الإسلامية وأعضاء في الحكومة المحلية ، وأقارب عامل مليلية …. و بالتالي يتفوق المغرب في تدعيم القرار السياسي المعلوماتي .. ووضع الخطط السياسية على أرض الواقع عبر العمل الميداني.. المخابرات الإسبانية من جهتها تستعمل العملاء و التنصت و المبادرة لضمان مصالحها بالريف .. وتولي أهمية قصوى لمنطقة الريف و الناظور خصوصا ، وتجند لهذا الغرض عملاء من المنطقة قد تتفاوت مراتبهم بين الخادم الذي يتقاضى 20 أورو مرة في الأسبوع وأغلبهم من بعض المواقع الاخبارية في الناظور … بالإضافة الى بعض المنتخبين والبرلمانيين ورجال المال و كبار الشخصيات الوازنة ، التي تفضل التعامل بالمصالح الاقتصادية المتبادلة ونخص بالذكر برلماني مشهور بالناظور ، وكبير المنتخبين في الإقليم ، وصاحب صيدلية شهيرة ، ورئيس جماعة محادية للمدينة ، ومنتخب في قرية أركمان ، وإمبراطور المقالع.. الخ ، وتستفيد منهم المخابرات الإسبانية للقيام بمهام الجوسسة في الريف ، و يتوفرون على أوراق الإقامة الدائمة بالجارة الإسبانية ، وحتى مشاريع ضخمة على طول و عرض التراب الإسباني.. و يتكلف هؤلاء العملاء بجمع المعلومات الإستخباراتية المستهدفة و حتى تمرير بعض الوثائق الإدارية السرية والخطيرة ..؛ثم تحرير تقارير حول مواضيع معينة تهم بالأساس الحالة الاقتصادية .. و قد يطلب من بعض العملاء الاقتراب من شخصيات نافذة معينة أو التشويش على برامج و مشاريع معينة و ما يلي ذلك من أبجديات العمل الإستخباراتي … و لأن عمل المخابرات الإسبانية يستفيد من الإنفتاح الجمعوي مع المغرب فإن الأمر لا يخلو من دس السم في العسل عبر تمويل وكالات اسبانية تحمل علامات التنمية و التعاون لعشرات الدراسات مختلفة الأنواع حول منطقة الريف عامة و الناظور خاصة عبر جمعيات محلية ذات طابع تنموي..دراسات ينتهي أغلبها في رفوف تلك الجمعيات و صناديق البريد الإسبانية..و تهم تلك الدراسات حسب نفس المصدر المناطق القريبة و المحاذية لمليلية السليبة و تمكن الأسبان من التعرف بشكل جد دقيق على التفاصيل الاجتماعية و الاقتصادية لتلك المناطق بل و قد يصل الأمر لتوفر الأسبان على دراسات وافية لمناطق بالريف لم تخضع أبدا لأي دراسة مغربية من أي نوع … لكن هذا التحرك للمخابرات الإسبانية في الريف ليس في غفلة من المخابرات المغربية .. التي تراقب كل شئ عن كثب ، وتحاول بالتالي تغليط الجانب الإسباني من خلال معلومات غير صحيحة مقرونة بأدلة وهمية … مراسلة : ياسين بنيحيى
24/05/2018kawalisrif@hotmail.com
مقالات ذات الصلة
13 ديسمبر 2024
بعد تسليم جثته من الجزائر … تشييع جثمان لاعب اتحاد طنجة عبد اللطيف أخريف إلى مثواه الأخير في جو مهيب
13 ديسمبر 2024
ساكنة تنغاية توجه نداء استغاثة للمسؤولين باقليم شفشاون جراء تساقط أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي
13 ديسمبر 2024
الفساد يزيد ويتغول بغرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق … الرئيس القدوري وصفقة كراء السيارات مع إبنه … !!
13 ديسمبر 2024
بوريطة 113 دولة في العالم “تعترف بمغربية الصحراء” … و 28 دولة فقط من تعترف ب “الكيان الوهمي”
13 ديسمبر 2024