بعدما قرر الصياد السابق “الحريك” نحو الضفة الشمالية، إرتأى أن يرافقه 12 شابا من ابناء الحسيمة على متن قاربٍ من البوليستير، مقابل عشرة آلاف درهم لكل واحد، باستثناء الأخوين العنابي اللذين دفعا ثمانية آلاف درهم لكل منهما، إعتبارا لظروفهما خصوصا وأن محمد كان معتقلا بسجن راس الما بفاس حتى وقت قريب على خلفية احداث الحسيمة قبل أن يغادره بعفو ملكي.
الرحلة التي انطلقت ظهر يوم الجمعة الماضي من شاطىء كيلاطي بمنطقة تمسمان قرب الحسيمة، قبل أن تتوقف لأزيد من 23 ساعة في عرض البحر بسبب سوء الأحوال الجوية ، ليستأنف المركب طريقه في البحر، ولكنها ليست نهاية لمتاعب هؤلاء الشباب، فعلى بعد نصف ساعة من السواحل الإسبانية، سينتبه ربان مركب العنابي ورفاقه إلى تسرب يهدد الجميع بالغرق، كلمات ستنزل كالصاعقة على مجموعة الحراكة، خصوصا وأن عددا من الأسماك المفترسة كانت تترصد الباركو وكأنها على علم بكل ما يجري، ليشرع الشباب في إفراغ المركب من الماء المتسرب… قبل أن يتدخل مركب لخفر السواحل الإسباني لإنقاذهم، وتسليمهم للشرطة التي احتجزت الجميع لثلاثة أيام قبل ان تطلق سراحهم من جديد.
العنابي وخلافا لما قد يظنه البعض، لا يفكر في طلب اللجوء، بل إن هدفه هو إيجاد عمل يساعده على مواجهة تكاليف الحياة ومنها مصاريف والدته المريضة بالقلب.
20/09/2018