kawalisrif@hotmail.com

المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان تدين إسبانيا بسبب ترحيلها المهاجرين غير الشرعيين إلى المغرب

في الوقت الذي تتركز فيه أنظار العالم نحو ممرات الهجرة غير الشرعية بين المغرب وإسبانيا، وفيما يعتقد البعض أن عملية الترحيل الجماعي التي قامت بها السلطات الإسبانية الشهر الماضي لنحو 116 مهاجرا إفريقيا نحو المغرب هي الأولى منذ العام 2005؛ عقدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أول أمس الأربعاء، جلسة علنية للنظر في دعوى رفعها مهاجران إفريقيان، ضد الحكومة الإسبانية بعد إقدامها على ترحيلهما نحو المغرب سنة 2014. المحكمة أصدرت حكمها الابتدائي في هذه القضية قبل عام من الآن، وأدانت فيه إسبانيا باعتبارها خرقت حقوق المهاجرين والمواثيق الدولية المرتبطة بالهجرة.

فصول القضية تعود، كما يحكيها نص الحكم الابتدائي، إلى سنتي 2012 و2013، حين وصل إلى المغرب مهاجران ينحدران من كل من مالي والكوت ديفوار، واستقر بهما المقام في المنطقة الغابوية المعروفة باسم “غوروغو” داخل التراب المغرب، غير بعيد عن مدينة مليلية المحتلة. المهاجران سوف يشاركان في غشت 2014 في عملية اقتحام جماعي للحواجز الأمنية المحيطة بالمدينة المحتلة، وكانا من بين من تمكنوا من الانتقال إلى الجانب الخاضع للسيطرة الإسبانية. عناصر الحرس المدني الإسباني التي قامت بتوقيف المهاجرين الإفريقيين، أقدمت على تصفيد أيدهما ونقلهما إلى الجانب المغربي بشكل فوري، دون القيام بإجراءات تحديد هويتهما وتمتيعهما بالفحص الطبي والاستشارة القانونية وتلقي طلباتهما، أو تمكينهما من قرار إداري أو قضائي يمكنهما استئنافه أمام القضاء.

بعد تسليمهما للسلطات الأمنية المغربية، جرى نقل المهاجرين الإفريقيين من مدينة الناضور إلى فاس، قبل أن يعيدا الكرة من جديد، أحدهما في أكتوبر وثانيهما في دجنبر 2014، حيث نجحا من العبور نحو الجانب المحتل من طرف إسبانيا من الحدود بين مليلية والناضور. هذه المرة قامت السلطات الإسبانية بتحرير قراري ترحيل في حق المهاجرين، حيث أعيد الأول إلى بلده مالي، فيما بقي مصير الثاني مجهولا بعد صدور قرار الترحيل في حقه. وفي شهر فبراير من سنة 2015، تقدم المهاجران بدعوى أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان، يشتكيان فيها من عملية ترحيلهما نحو المغرب، باعتبارها حرمتهما من حقوق تكفلها لهما المواثيق الدولية، لتقديم طلبات اللجوء والنظر فيها بشكل قانوني.

المحكمة الأوروبية أصدرت حكمها في 3 أكتوبر 2017، واعتبرت أن السلطات الإسبانية ارتكبت خرقا لحقوق الإنسان، معللة حكمها بكون المعطيات والأدلة والشهود كلها مراجع تؤكد وجود مواصفات الترحيل الجماعي للمهاجرين، وبالتالي، حرمانهم من حقوق تقديم طلبات اللجوء والتقاضي. حكم سارعت مدريد إلى الطعن فيه في متم يناير الماضي، حيث قال ممثلها في جلسة، أول أمس، التي تم نقلها بشكل مباشر عبر الإنترنت، إن هناك حقوقا أخرى للإنسان ينبغي شملها بالحماية، مدرجا في ذلك حقوق المهاجرين أنفسهم في مواجهة شبكات تهريب البشر، والتي قال إنها تجني أموالا طائلة وتعرض حياة المهاجرين للخطر. المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قبلت انتصاب عدد كبير من الأطراف ضمن هذه القضية، حيث دخلت حكومات أوروبية أخرى، مثل فرنسا وبلجيكا، كأطراف مدنية تساند الموقف الإسباني؛ فيما سمحت المحكمة لعدد من الهيئات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، بالترافع في هذا الملف مساندة المهاجرين الإفريقيين المشتكيين. منظمة العفو الدولية التي توجد ضمن هذه المنظمات الحقوقية المترافعة، أصدرت أول أمس بيانا دعت فيه الحكومة الإسبانية إلى التراجع عن سياسة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين نحو المغرب.

وفي الوقت الذي اكتفت المحكمة الأوروبية بإثبات وجود عناصر الترحيل الجماعي للمهاجرين، المحرم أوروبيا، وانتهاك حقوق المهاجرين المشتكيين، لإدانة إسبانيا؛ ذهبت منظمة العفو الدولية إلى الدفع بحجة كون المغرب بلد يهدد سلامة وحقوق المهاجرين، ويعرضهم لاحتمال التعذيب والمعاملة السيئة. بيان “أمنستي” ربط الموضوع بما قال إنه تكثيف للقمع المغربي للمهاجرين الأجانب الراغبين في الوصول إلى إسبانيا، حيث تحدث عن نقل السلطات المغربية لأكثر من 5000 مهاجر من شمال المملكة إلى جنوبها في الشهور السبعة الأولى من السنة الحالية.
متابعة .

29/09/2018

مقالات ذات الصلة

2 يناير 2025

جثة أربعيني بأزغنغان تستنفر الأجهزة الأمنية

2 يناير 2025

في ظل وجود سلطات مرتشية … مطالب لعامل الحسيمة بالتحرك نحو شوارع مدينة إمزورن المحتلة

2 يناير 2025

الدرك الملكي يحاصر منزل بجماعة بني خالد بوجدة يختبئ فيه صاحب طائرة درون المستعملة في تهريب المخدرات نحو الجزائر

2 يناير 2025

زيادة مهولة في أعداد المهاجرين إلى سبتة المحتلة بنسبة 137%

2 يناير 2025

مندوبة الحكومة الإسبانية في مليلية : نعمل منذ فترة طويلة على تنفيذ الجمارك مع المغرب

2 يناير 2025

ما علاقة الوزير بالقضية … رغم تعليمات الوكيل العام بالناظور … أيادي خفية تطمر ملف تزوير خطير بجماعة رأس الماء

2 يناير 2025

أزمة المدرسة العمومية … تساؤلات حول تدبير المديرية الإقليمية بالحسيمة

2 يناير 2025

إنتشال 27 جثة منهم … مأساة جديدة بعد غرق قوارب مهاجرين قبالة سواحل تونس

2 يناير 2025

سوريا تبدأ مرحلة جديدة من الدبلوماسية بعد 13 عاما من الحرب

2 يناير 2025

اشتباكات عنيفة بين الفصائل في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان تخلف إصابات عشرات الطلبة وخسائر مادية فادحة

2 يناير 2025

2 يناير 1492 – سقوط غرناطة ونهاية حكم العرب في الأندلس بعد تنازل الأمازيغ الأشاوس عن السلطة لصالح “أحفاد الرسول”

2 يناير 2025

المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بالناظور يشارك في قافلة إحتجاجية ضد مندوب الصحة ببركان

2 يناير 2025

العثور على جثة المهاجر المغربي المفقود في غابة بأمرسفورت بهولندا

2 يناير 2025

مكالمة هاتفية من الصحفية الإيطالية تكشف تفاصيل صادمة عن محنتها داخل السجن بإيران

2 يناير 2025

إمبروادا : “إذا تم الموافقة على هذا الاتفاق، فسيتم التنازل عن السيادة السياسية والاقتصادية لصالح المغرب”