أثناء تواجده قبل يومين في ماربيا تحدث ( مول الكراطة ) لمرافقه عن وصوله إلى المنطقة ( بحسب شخص كان بجانبهما ) قائلا : من يزور إسبانيا في أي وقت لا بد له من التوجه في نهاية المطاف الى ماربيا، التي تعني البحر الجميل وتعرف باستراحة الأمراء والوزراء وحتى السفراء . فهذه المدينة المزدانة بملامح الأندلس وسحر العصور الوسطى تحولت في غضون سنوات إلى أفضل عناوين السفر الراقي الذي يلخص معاني الاستجمام ورفاهية الإقامة ، والابتعاد عن كلام الناس ..
ففي أقل من نصف ساعة بالسيارة من مطار مدينة “ملقا” يصل السائح إلى ماربيا المسترخية في جنوبي إسبانيا على ميناء “دل سول” الممتد حتى الجزيرة الخضراء. ..
وهذه المدينة الأشبه بمنتجع مفتوح على الشمس تستقبل ضيوفها بباقات معطرة برائحة البحر وشواطئه المظللة بقمم جبلية تحولت في مشهد نادر الى أيقونة ماربيا المتصابية دوما.
وهنا لا داعي للتفكير مسبقا بأي برنامج للإقامة، لأن سحر المدينة مساء وهدوءها نهارا يضع أمام الزائر عدة خيارات لإثراء وقته. فإنْ أراد السكون التام فإنّ هواء ماربيا المنعش مع صباحاتها الدافئة يحقق له قمة الاسترخاء. وإذا اختار ملامسة صخب الحياة الفارهة، فما له سوى التوجه ليلا الى “بورتو بانوس”، حيث تجتمع معالم الرخاء في شارع واحد. ولا يبعد “بورتو بانوس” إلا 5 دقائق عن وسط ماربيا وهو مقر استراحة يخوت أثرياء العالم حيث يتباهى السياح بقيادة سيارات “الفيراري” و”اللمبرجيني” و”الرولز رويس” على مرأى من المارة المتنزهين بكامل أناقتهم. وأولئك الذين يرتدون أرقى الماركات والمجوهرات ويتبخترون بآخر خطوط الموضة قاصدين أفخم المطاعم والحانات المنتشرة على طول شارع “ريبيرا”والذي كان قبلتي كل مساء لتناول البيرة العسلية ، والنبيذ الأبيض ، وكأنك ولدت من جديد .. ولم تفت الفرصة ( مول الكراطة ) في إنتقاد الوضع العام في المغرب ، وعبر عن تضامنه مع برلمانيي الحلوة …. إلخ