لا يمكن إنكار وجود علاقة تأثير وتأثر بين الدولتين المغربية والفرنسية، نظرا للروابط التاريخية والاقتصادية والاجتماعية التي تجمع بين البلدين وشعبيهما، وبالتالي فإن لهذه العلاقة انعكاس مباشر على الأوضاع التي يعيشها الفرنسيون والمغاربة، رغم اختلاف مستوياتهم وثقافاتهم.
ومؤخرا اندلعت احتجاجات غير مسبوقة بفرنسا نتيجة الزيادات في الضرائب وأسعار الوقود وهو ما أجج تظاهرات تحولت إلى أعمال عنف بين المحتجين الذين يطلق عليهم اسم “حركة السترات الصفراء”، والتي هددت باقتحام قصر الإيليزي بل إنها وجهت شتائم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصلت حد سب زوجته ونعتها بالعجوز.
لا يمكن إنكار وجود علاقة تأثير وتأثر بين الدولتين المغربية والفرنسية، نظرا للروابط التاريخية والاقتصادية والاجتماعية التي تجمع بين البلدين وشعبيهما، وبالتالي فإن لهذه العلاقة انعكاس مباشر على الأوضاع التي يعيشها الفرنسيون والمغاربة، رغم اختلاف مستوياتهم وثقافاتهم.
ومؤخرا اندلعت احتجاجات غير مسبوقة بفرنسا نتيجة الزيادات في الضرائب وأسعار الوقود وهو ما أجج تظاهرات تحولت إلى أعمال عنف بين المحتجين الذين يطلق عليهم اسم “حركة السترات الصفراء”، والتي هددت باقتحام قصر الإيليزي بل إنها وجهت شتائم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصلت حد سب زوجته ونعتها بالعجوز.
وهو نفس المصير الذي لقيه رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، حين رفع التلاميذ المتظاهرون ضد الساعة الإضافية، شعارات قوية تتضمن إهانات وعبارات نابية في العثماني ووالدته أمام البرلمان المغاربي ووسط المدارس وفي مختلف الشوارع، وهي ردة فعل منطقية بالنظر للغضب الشعبي المعشش في نفوس المغاربة بمختلف شرائحهم…
غير أن اللافت هنا، هو أنه رغم اختلاف أسباب اندلاع هذه الاحتجاجات، ورغم أن لذلك علاقة بما يعيشه الإتحاد الأوروبي نتيجة خروج بريطانيا منه، إلا أن هنالك أوجه تشابه بينها وبين الاحتجاجات التي يشهدها المغرب بين الفينة والأخرى، وخاصة تلك التي جاءت عقب وفاة “شهيدة الحريك” و أخرى بعد إقرار الساعة الإضافية من طرف الحكومة المغربية.
والتساؤل المطروح، هو هل كانت الاحتجاجات التي شهدها المغرب هي واحدة من العوامل التي دفعت بالفرنسيين وشجعتهم على التظاهر ضد ماكرون؟ فلا يمكن إنكار أن الشعب الفرنسي من بين أكثر الشعوب ثقافة ووعيا في العالم ودراية بمصلحة بلدهم، غير أن هذا لا ينفي وجود علاقة تأثير بينه وبين باقي دول الجوار في أوروبا وكذا تلك التي تربطه بها علاقات متينة كالمغرب.
فهل يستطيع المغاربة الإقتداء بنظرائهم الفرنسيين، في طرق الإحتجاج السلمي بعيدا عن التخريب والإقتحامات والدخول في المواجهات، على الأقل من أجل إسقاط مجموعة من القوانين والقرارات التي اتخذتها الحكومة المغربية في عهد سعد الدين العثماني؟
وهل الشارع المغربي يستطيع حاليا التوحد رغم كثرة الإيديولوجيات المختلفة والمتناحرة في ما بينها، والتي وجب أن تتوحد تحت كلمة واحدة ضد القرارات “اللاشعبية” التي دمرت القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة والتي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق ودفعت بمئات أو آلاف الشباب إلى الهجرة، أو إلى تعاطي المخدرات والكريساج في أفضل الأحوال ؟
20/11/2018