بعد التفاعل الكبير للإعلام والجماهير العالم مع أغنية “في بلادي ظلموني”، التي ابدعها الرجاويون بالمدرجات، لتتحول لموضوع لعدد من البرامج والتحليلات، ولتترجم للعديد من اللغات. وصفها الكثيرون بالرسالة السياسية والإقتصادية والإجتماعية الراقية، بل واعتبروها صورة راقية لفعاليات الالتراس كصيغة شعبية للتعبير عن معاناة الشباب بكل بلدان العالم العربي من كازا للجزائر لتونس للقاهرة لبغداد ولغيرها…
الملايين من المشاهدات في أيام قليلة، وإعجابات من كل البلدان إعتبرها عشاق الرجاء تكريسا لموقع الرجاء كثاني أحسن جمهور وفقا لتصنيف “لا ماركا”، لينتقل صدى هتافات الفريق الأخضر لأبعد نقطة من العالم.
كل هذا يبدو عاديا، قبل أن يخرج محامي بندوة نُظمت بخريبكة مجتهدا، ومهاجما “في بلادي ظلموني” والتي قال أنها “تثير أمورا خطيرة تمس كيان الدولة والمؤسسات وتستوجب المتابعة القضائية في إطار القانون رقم 09.09″، قبل أن يضيف بأن “المغرب يتوفر على ترسانة كبيرة من القوانين لو طُبّقت بحذافيرها لدَخلت جميع الجماهير إلى السجن، نظرا لتراوح عقوبات العنف الرياضي بين شهر و5 سنوات مع إمكانية الإحالة على القانون الجنائي، في ظل حرص المشرع على تأطير ومحاصرة مختلف السلوكات بالقوانين، ومن ضمنها الألفاظ التي تصدر عن الجماهير بسبب حماس التشجيع”.
وجهة نظر صحيح، لكنها جعلت الكثيرين يقفون مدهوشين بعد وقوف العالم مدهوشا من الكلمات والأداء الجماعي لأكثر من 30 ألف شاب، علق عليها حينها الصحفي ومقدم الأخبار المغربي بقناة الجزيرة، عبد الصمد ناصر على صفحته بالقول: “إن الملاعب في المغرب لها وظيفة أخرى، فهي لم تعد مجرد فضاء رياضي للفرجة والتشجيع والمنافسة، بل تحولت إلى (تيرمومتر) لقياس نبض الشعب”، مضيفاً: “في الملاعب المغربية تصدح حناجر المقهورين لتبعث رسائل معبّرة ومباشرة وواضحة للسلطات، وبصوت تقشعر له الأبدان، عن ألم وغضب شديدين مما آلت إليه أحوال الوطن”، ولنقف بدورنا مستلهمين من الجمهور الرجاوي قائلين: “الشكوى للرب العالي”….