حظيت عملية القتل الداعشي للسائحتين الاسكندنافيتين بتضامن شعبي غير مسبوق في الوقوف ضد الغدر الارهابي ، وبدون شك ساهمت بلادة القتلة وحليفهم تنظيم داعش في توسيع رقعة وحدة الغضب اتجاه الارهابيين بعد نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الارسال الفوري يصور مقاطع من عملية القتل الوحشية للشابتين وفيديو بيعة المجرمينن لقائدهم في داعش. وعلى خلاف اهداف التنظيم الارهابي الذي كان يتوخى من بث فيديو القتل اثارة الرعب والخوف داخل الرأي العام، الا ان الشريط اعطى مفعولا عكسيا وساهم بشكل كبير في نشر المعاناة التي تعرض لها السائحتين والكشف إلى حد بغيض عن الوجه السادي للارهابيين الذين يتلذذون بقتل ضحاياهم بدون رحمة وتصوير اعمالهم الارهابية وبثها على مواقع التواصل لاثارة الرعب داخل الوطن.
لكن النتيجة كانت مغايرة فمباشرة بعد نشر الفيديو البشع خلقت حالة من التضامن الشعبي الذي شكل قوة ضغط إضافية على الإرهاب النائم، وفي نفس الآن شكل دعما مجتمعيا شاملا للمؤسسات الامنية والقضائية للضرب بقوة معاقل الإرهاب وحاضناته الاجتماعية والمالية.
ومما لا ريب فيه ان حجم التضامن الواسع ساهم بشكل غير مباشر في تسريع وثيرة البحث الأمني والاستخباراتي الذين أطاحا في وقت قياسي بالمتورطين المباشرين و9 افراد اخرين من عناصر التنظيم الارهابي الذين لهم ارتباطات في عملية الترصد والقتل في انتظار ان تتسع رقعة التحقيقات لتمتد لرؤوس اخرى.
لقد عكست حالة التضامن التي اعلنها المغاربة بدون شروط اتجاه العملية الاجرامية صرخة مدوية اتجاه الغذر الذي يرتكب باسم ديننا الحنيف، وردا اكثر اصرارا على محاربة الارهاب والقضاء على الارهابيين الذي اكدوا بجريمتهم المقززة التي لن تمحوها السنين انهم خوارج العصر وتجار دم.
22/12/2018