من الصعب ان تعثر على حزب مثل حزب العدالة والتنمية له القدرة الخارقة على تحويل السذاحة الى ذكاء والفشل الى انتصار سياسي غير مسبوق. سياق هذا الكلام نابع من مجريات الانتخابات رئاسة مجلس جماعة المحمدية التي استعاد فيها حزب المصباح رئاسته في انتظار ان يقول القضاء كلمته في الموضوع.
وحول مساء اول امس حول وزراء وبرلمانيون ومستشارون ورؤساء جماعات مواقع التواصل الاجتماعي لمنصة لتبادل التهاني بفوز مرشحة البيجيدي إيمان صبري بمنصب كانوا يتوفرون عليه سلفا ودفعتهم سذاجتهم للإطاحة قضائيا برئيسها المنتمي للمصباح مع ان بنكيران كان يتباهى به خلال 2015 بل وجعله سلاحا فتاكا “للتمشخير” على غريمه السياسي حزب الاصالة والمعاصرة وتذكير قادته كيف ان ممرضا بسيطا ينتمي لحزب المصباح اطاح بامين عام حزب التراكتور مصطفى الباكوري.
ولان حزب العدالة والتنمية يؤمن بفكرة خطوتين الى الوراء من اجل خطوة الى الامام دخل في حرب انتخابية لاستعادة مقعده الذي فقده بسذاجته المعهودة فيه وبعد اعلان انتصاره الوهمي اطلق العنان للاحتفالات بفوز الشرعية والمبادئ والانتصار على التحكم، وكأنه حقق انجازا تاريخيا مع العلم ان فوزه خلال 2015 برئاسة المحمدية كانت لها دلالتها السياسية العميقة التي حصل فيها على اغلبية 32 مستشار من مجموع 47 وهي افضل بكثير من رئاسة ب22 صوت ومعارضة 25 مستشار لم يحضروا لجلسة الانتخاب بمن حضر.
معضلة البيجيدي ليس فقط في حادثة المحمدية انه قادر على تسويق وهم الانتصار رغم ان الحزب لم يفعل سوى السباحة في نفس النهر مرتين.
01/01/2019