خلف تأخر الساقطات المطرية، إلى حدود النصف الثاني من شهر نونبر، ردود أفعال متباينة بين الفلاحين، فبينما تسلل شيء من الخوف إلى العديد منهم، عبر آخرون عن تفاؤلهم بنزول الغيث خلال الأيام المقبلة. في حين يرى الخبراء في المجال الفلاحي أنه التأخر في نزول الأمطار أصبح أمرا واقعا ، لأن الموسم الفلاحي بالناظور والدريوش .. مر عليه وقت طويل ، مؤكدين أن تساقطات شهري نونبر ودجنبر لا يمكنها تبديد مخاوف المزارعين من موسم فلاحي غير جيد. بل منهم من اعتبر الأمر “حالة مناخية شبيهة بحالة السنة الماضية لحدود الساعة”.
لكن هذا الأمل المحفوف بالحذر لم يمنع من ظهور تداعيات قلة الأمطار في عدد من القطاعات، وعلى رأسها أعلاف الماشية، التي بدأت تشهد ارتفاعا ملحوظا، خصوصا في ظل غياب أي إجراءات حكومية لمواجهة تبعات التأخر الحاصل في سقوط الأمطار في الإقليمين ، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي للموسم الحالي. ونظرا لأهمية هذا الموضوع، اتصلت “كواليس الريف” عبر مراسليها بالمعنيين المباشرين بتأخر الأمطار، واستقت مجموعة من الآراء.
_ الدريوش :
الفلاحون الصغار متخوفون
ما تزال أعين الفلاحين بإقليم الدريوش تنتظر بشغف كبير هطول الأمطار خلال شهر يناير الجاري، فبعد أن تأخرت مطلع شهر دجنبر المنصرم، مازال الأمل قائما لدى الفلاحين من أجل إنقاذ الموسم الفلاحي الحالي.
ويسود تخوف كبير إثر تأخر الأمطار، الذي يزيد من محنة الفلاح بالإقليم خاصة أن المنطقة تعتمد بشكل كبير على القطاع الفلاحي، وأن أغلب الفلاحين خصوصا الصغار منهم تتعلق حياتهم بالفلاحة، ما يجعل تأخر سقوط المطر يهدد مستواهم المعيشي.
وقامت ( كواليس الريف ) بجولة تفقدية ببعض الأراضي الفلاحية القريبة من المدار الحضري لمدينة الدريوش، إذ تبين أن بعض الأراضي مازالت غير محروثة، وينتظر أصحابها نزول المطر من أجل البدء في حرثها وزراعتها.
_ الناظور :
مربو الماشية أول المتضررين
شهد إقليم الناظور خلال الموسم الفلاحي الجاري تساقطات مطرية ضئيلة لم يتمكن معها الفلاحون من ممارسة أنشطتهم الزراعية بشكل عاد، لأن تلك القطرات لم تكن كافية للإعداد المبكر للتربة وغير مشجعة على القيام بالزراعات المبكرة على وجه الخصوص كزراعة الشعير، كما أن شح الأمطار بالإقليم أثر سلبا على قطاع المواشي، وتسبب في تراجع حقينة سد محمد الخامس إلى 42 في المائة إلى حدود نهاية نونبر 2018 ، بحسب مصدر مسؤول.
وأفاد عدد من الفلاحين بمناطق متفرقة بإقليم الناظور أن أثمان الأعلاف شهدت بداية الأسبوع المنصرم، ارتفاعا ملحوظا هم مختلف المواد العلفية عكس باقي مناطق المغرب، ما يؤثر سلبا على قطاع المواشي، موضحين في تصريحات متفرقة لـ”كواليس الريف” أن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى تأخر التساقطات المطرية. وعبروا عن تخوفاتهم من احتمال استمرار هذه الحالة لوقت طويل، إذ سيتضرر القطاع الفلاحي بهذا الوضع، سواء في شقه المتعلق بتربية المواشي أو الشق المتعلق بالزراعة والأشجار المثمرة.