ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI»، يحقق في قضية الرئيس دونالد ترامب الذي يعمل سراً لصالح روسيا ضد المصالح الأمريكية.
جاء ذلك حسبما نقلت الصحيفة، عن مصادر مطلعة على التحقيق، دون الكشف عنها. وحسب نيويورك تايمز، يقوم محققون في مجال مكافحة التجسس بتقييم ترامب الذي «يشكل تهديداً للأمن القومي».
وأشارت الصحيفة إلى أن محققي FBI كانوا يشتبهون في علاقات ترامب مع روسيا أثناء الحملة الانتخابية عام 2016 «لكنهم لم يفتحوا تحقيقاً في ذلك الوقت، بسبب عدم وجود دلائل واضحة تدعم بدء ذلك التحقيق الحساس».
وأضافت: «لكن سلوك ترامب منذ أن أقال مدير FBI جيمس كومي، في مايو 2017، فيما يبدو بسبب التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات، ساعد في فتح التحقيق».
وأُفيد بأنَّ المحققين في مكافحة التجسّس وجدوا أن تصرفات ترامب تُشكِّل تهديداً للأمن القومي، وهو مسار تحقيقٍ غير اعتيادي بحق رئيسٍ أمريكي لا يزال يشغل منصبه.
وسعى المحققون كذلك إلى تحديد ما إذا كان الرئيس على داريةٍ بأنَّه يعمل لصالح روسيا. ورفض البيت الأبيض، الجمعة 11 يناير ، تقرير الصحيفة باعتباره «سخيفاً».
وحسب تقرير صحيفة The Guardian الأمريكية قالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان أصدرته: «أُقِيل جيمس كومي من منصبه لأنَّه كان شخصاً غير مهنيّ ومُتحزِّب ومفضوح، أما نائبه آندرو ماكيب، الذي كان مسؤولاً آنذاك، فهو شخصٌ معروف بكذبه وعَزَله مكتب التحقيقات الفيدرالي».
وأضافت: «على عكس الرئيس أوباما، الذي سمح لروسيا وغيرها من الخصوم الآخرين بالاستئساد على أمريكا، عامل الرئيس ترامب روسيا في الحقيقة معاملةً صارمة».
قلَّل كذلك رودولف جولياني، أحد محامي ترامب، من أهمية التحقيق. وقال للصحيفة: «إنَّ حقيقة أنَّ التحقيق بدأ منذ عام ونصف ولم يسفر عن أي شيء تدلّ على انتهاك الأمن القومي، وتعني أنَّهم لم يعثروا على شيء».
ومن المؤكد أن يزيد هذا التقرير اللافت من الضغط على البيت الأبيض الذي يشعر بالفعل بالضغط نتيجة التحقيقات السارية منذ أشهر.
وأُدين مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت في غشت 2018 بتهم مالية، واعترف في وقتٍ لاحق بذنبه في التآمر من أجل الاحتيال على الولايات المتحدة والتآمر لعرقلة العدالة أيضاً.
ومن المقرر أن يبدأ مايكل كوهين، محامي ترامب الخاص منذ وقت طويل ومساعده، قضاء عقوبة 3 أعوام من السجن في مارس/آذار بعد إدانته بالاحتيال، وانتهاكات تتعلَّق بتمويل الحملة الانتخابية، والشهادة الزور.
وأُدِين مانافورت ضمن التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وعَيَّن نائب المدعي العام الأمريكي رود روزنستين المحقق مولر بعد فترةٍ وجيزة من عزل كومي في مايو/أيار 2017 كي يقود التحقيق في التدخل الروسي والعلاقات بين حملة ترامب والمسؤولين الروس.
وأُفِيد بأنَّ مولر يحقق أيضاً في ما إذا كان الرئيس حاول إعاقة التحقيق في وجود دور روسي في الانتخابات. وبحسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية، تولّى مولر مقاليد التحقيق في مكافحة التجسّس الذي يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالية بعد تعيينه، أي بعد أيام قليلة من فتح التحقيق لأول مرة.
ولم يرد المتحدثون باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي على الفور على طلب التعليق. وقد يثير التقرير تساؤلات أخرى لمحققي الكونغرس الذين يحققون في التدخل الروسي. وقد تعهَّد الديمقراطيون، الذين سيطروا على مجلس النواب مؤخراً، بمواصلة التدقيق في العلاقات بين ترامب وروسيا.
12/01/2019