الاحتفال بالسنة الأمازيغية هو ارتباط بالأرض وما تجود به، تقول عائشة بودميعة، فاعلة جمعوية و محافظة متحف دار ايليغ، بل هو ارتباط بالتقاليد والطقوس المتداولة منذ القدم، وتشكل الهوية المغربية الغنية عن التعريف من شماله إلى جنوبه وشرقه إلى غربه.
سوس… اختيار صاحب ” السعد”
وبسوس تعتبر “تاكلا” من أكثر الأطباق شيوعا، تتميز ببساطة طريقة إعدادها، وتتكون من دقيق الذرة أو الشعير، يوضع في الوسط إناء صغير “تيمكليت”يملأ بزيت أركان أو السمن المذاب، وتأكل “تاكلا” باليد وتغمس في الإناء الصغير وتؤكل أو توضع كمية من العصيدة في الطبق ويضاف إليها اللبن وتخلط بمعالق خشبية.
ف”تاكلا”… طعام طقوسي احتفالي بمناسبة دخول السنة الفلاحية أو ما يعرف محليا ” ايخف أوسكاس” أو ” إيض إيناير” أي ليلة فاتح يناير، تعده كل أسرة، كما تختار بعض الأسر إعداد “أوركيمن” المكونة من 7 أنواع من الحبوب حصيلة السنة الفلاحية من الحمص والشعير والعدس…وتجتمع الأسر حول عصيدة كبيرة “كصعة” خاصة بالبوادي على أنغام أحواش، وتحرص الفتيات والنساء على ارتداء لباس تقليدي مزخرف وبعض الحلي من الفضة.
لا يقتصر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية على الأكل فقط، بل يكون مصحوبا بجذور ثقافية قديمة، من بينها إختيار صاحب الحظ السعيد، الذي يجد أثناء أكل طبق ” تاكلا” نواة التمر”أغرمي” المدسوس في الطبق المعد بهذه المناسبة، ويكون أول عجل يولد بعد ذلك من نصيبه.
أزيلال…بطاطس وجزر لسنة فلاحية جيدة
بمنطقة تيسويتين، تكاد لا تختلف العادات الغذائية، فالطبق الرئيسي في رأس السنة الأمازيغية ” الدشيشة” والديك “الفروج” البلدي، ويوضع في الطبق حبة التمر “أوارمي” ومن يجده علامة على سنة جيدة بالنسبة له “عندو الزهر”، ينضاف طبق القمح بحبة بطاطس وحبة جزر، وهي دليل على أن السنة ستكون مثمرة.
وتقوم النساء والفتيات بامنطقة بتخضيب أياديهن بالحناء ووضع رسوم حرف “التيفيناغ”، ويشترط أن حتى تكون سنة جيدة أن يكون أفراد القبيلة قد ختموا سنتهم وقد حلوا خلافاتهم مع الجميع، وأن يكونوا قد التزموا بأداء صلاتهم وتحسين علاقاتهم مع الجميع.
إملشيل…عدم ظهور أصبع يد في “الضو” نذير شؤم
بمنطقة إملشيل، وبالضبط دوار آيت علي ويكو، تحتفي ساكنة المنطقة وضواحيها بمناسبة رأس السنة 13 يناير، وتقوم اأسر بالتكتل (كل خمس أو أربع عائلات) بشراء “نعجة” سمينة يقومون بذبحها، واقتسام لحمها فيما بينهم، وفي المساء تحضر النساء وجبة العشاء إما “سكسو أو المرقة .“وتضع داخل تلك الأكلة نواة التمر ومن يجدها يقول له أهل القبيلة مبارك (أمسعد).
الناظور – الحسيمة ” غياب الطقوس والأكلات ”
ففي منطقة الريف وبالخصوص أقاليم الناظور الدريوش والحسيمة تكاد تغيب بشكل نهائي الطقوس والتقاليد كما هو سائر في باقي التراب الأمازيغي المغربي … وخصوصا مايتعلق بمظاهر الزينة والأكلات … وذلك لأسباب متعددة ومختلفة …! أولها غياب الإنتماء والإدراك بهذه المتاسبة عند أغلب أمازيغيو المنطقة .
شارك المقال
13/01/2019