شكل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الوقت حان للاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة على هضبة الجولان، التي احتلها الجيش الإسرائيلي في حرب 1967، الحدث الأبرز في الساعات الماضية، نظراً إلى التداعيات المترتبة عليه، والتي يمكن الإشارة إليها من خلال الرفض الكامل من معظم دول العالم له، باستثناء “إسرائيل” التي سارع رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو إلى الترحيب بهذه الخطوة.
وفي حين يُفضّل البعض وضع هذه الخطوة في سياق المصالح المتبادلة، بين ترامب ونتانياهو، نظراً إلى أن الأول يحتاج إلى دعم تل أبيب في ظلّ المواجهة التي يخوضها على الصعيد الداخلي، بينما الثاني يواجه إنتخابات مصيريّة في وقت قريب، فإنّ تداعياتها قد تكون أبعد من ذلك، لا سيّما لتشابه الأوضاع في العديد من البقاع العالم، التي تعرف بعض مناطقها نزاعا مفتعلا من بينها قضية الصحراء المغربية.
في هذا السياق، بدأ تخوف يسود لدى الطبقة الحاكمة في الجزائر، خوفا من خطوة أمريكية مشابهة تشمل اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء، في سياق تبادل المصالح التي تعرفها العديد من القضايا.
تقارير جزائرية، في خضم تناولها للحراك الشعبي المطالب برحيل نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حذرت من مغبة اعتراف أمريكي مفاجئ بسيادة المغرب على صحراءه، وما قد يترتب عن ذلك من نتائج عكسية قد تبخر أطماع النظام الجزائري في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
يذكر أن نزاع الصحراء، هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي.
ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.
23/03/2019