شكل اتفاق الصخيرات الذي توج مباحثات بين اطراف الأزمة الليبية في 2015 منعطفا حاسما في الأزمة الليبية واعتبره مراقبون تحولا ايجابيا، ساهم في تجنيب الليبيين سفك المزيد من الدماء ، واعطى للوساطة المغربية اشعاعا دوليا واعتبرت الرباط من قبل قوى كبرى عاصمة يعول عليها في مسألة حل النزاعات.
لكن الأزمة الأخيرة بين المغرب والإمارات كشفت على ما يبدو أن هناك أطرافا ارادت لاتفاق الصخيرات أن يقبر وتقبر معه جهود المملكة في التقريب بين وجهات النظر داخل بلد شقيق مزقته وما تزال الحرب الأهلية التي يقودها العقيد المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من ابوظبي التي تتحرك على كل الجبهات وتلعب كل الاوراق من ليبيا إلى موريتانيا والجزائر .
فالاتفاق الذي ارتبط اسمه بمدينة الصخيرات المغربية، والذي نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، تعرض لشيطنة إعلامية إماراتية، حيث ما فتئت هذه الأخيرة تسوق على انه ظل حبرا على ورق، وهو ما شكل ضوءا أخضر لحفتر الذي أعلن انتهاء الاتفاق في تماه واضح مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب المنحل في طبرق الذي قال يوم التوقيع إن الموقعين لا يمثلون إلا أنفسهم.
ومن الملفات الأخرى التي تغضب الرباط، تحرك ابو ظبي وانخراطها المبكر في الأزمة الجزائرية بعد اندلاع الاحتجاجات التي عصفت بالرئيس المنهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، ودعمها البين لرئيس اركان الجيش الجزائري ، احمد قايد صالح الذي زار الإمارات مرتين منذ اندلاع الاحتجاجات وتسعى لتسويقه لدى صناع القرار الأمريكي لتتبيثه خلفا لبوتفليقة.
وما يقلق الرباط أكثر هو أن الدور الإماراتي غدا مكشوفا في تحريك المشهد الجزائري من خلال التسويق لقايد صالح، ما قد يدخل البلاد في المجهول وهو مصير لا ترغبه الرباط التي يهمها استقرار الجيران ، لأن الوضع لن يكون مريحا إذا لا قدر الله انفرط عقد السلطة الجزائرية في ظل وجود جماعات إرهابية في منطقة الساحل والصحراء تتحين فرصتها لبسط سيطرتها على بعض المناطق وتقوية نفوذها.
25/04/2019