يواجه عائض القرني، الداعية السعودي، حملة هجوم شرسة من طرف نشطاء مغاربة، بعد خرجته المثيرة التي أعلن فيها عن تخليه عن “أيام الصحوة” واصطفافه إلى جانب ما وصفه بالإسلام المعتدل الذي يتزعم الدعوة له بنسلمان، على حد تعبيره.
في هذا السياق قال أحد النشطاء “أن تدعو إلى الله سنوات طويلة، وأن تؤلف كتبا في الثبات على النهج القويم، وأن تنظم القصائد الطويلة في مدح التوحيد وأهله، وأن تسافر كثيرا من أجل تحريض الشباب على الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله… ثم بعد ذلك تهدم كل ذلك في برنامج وتصرح أنك كنت متهورا متحمسا وتتبرأ من شباب الصحوة، وتمدح الطاغوت الجاهل ابن سلمان وتخلع عليه كل تلك الأوصاف وكأنه عمر بن عبد العزيز= فتلك وربي قاصمة الظهر والخذلان والانتكاس والرضى بالذل والهوان وبيع الدين بدنيا زائلة لا بقاء لها…لا كثر الله في المسلمين من أمثالك..”
واتهم نشطاء الداعية المذكور ب”التلون” في الخطاب الديني وبيع أنفسهم حسب طلب السلاطين، حيث قال أحدهم في تدوينة “لهذا أهاجم هؤلاء الفقهاء. إنهم أنذال حقيقيون. لا علاقة لهم بالروحانيات وبالمحبة والتسامح. مستعدون لبيع أنفسهم وبيع الدين من أجل الدراهم والمناصب والسلطة. كلاب مطيعة للأنظمة الفاسدة تسلطهم على العامة فيرهبونها بالجحيم ويدجنونها. كلاب تغير نباحها ورأيها وجلدها حسب المصالح وحسب أمزجة السلاطين. لا يهمها الدين بقدر ما تهمها مصالحها. تستغبي الناس وتصعد فوقهم بنعالها”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “اعتذار عائض القرني سببه الوحيد ليس أنه غير أفكاره أو راجعها أو فتح عقله للوسطية والتسامح كما يدعي، بل فقط لأن النظام في السعودية تغير، ولأن خطاب القرني القديم لم يعد يوافق خطاب بن سلمان اليوم. بالتالي على الفقيه كما حدث دائما أن يدوزن خطابه كل مرة حسب ما يريده السلطان. غدا أيضا حين يأتي سلطان يحتاج خطابا متطرفا سيعتذر القرني عن الوسطية. أتمنى أن يتعلم الشباب مما يحدث أمامهم منذ بدء “الربيع العربي”، أن يتعلموا الدروس بعد كل العمائم التي سقطت تباعا بسبب السياسة والمصالح. يصنعون المتطرفين والمنغلقين واليائسين والإرهابيين، ويقمعون الأحرار، وبعد ذلك يعتذرون كما فعل فقهاء السلفية في المغرب أيضا”.
وقال آخر “من اسلام ابن تيمية الى اسلام محمد بن عبد الوهاب و الان اسلام محمد ابن سلمان و ركوب امواج التنوير و تفصيله على مقاس السلطان كما العادة .. نفس اللعبة بنفس الطريقة”.
وكان القرني قد صرح قائلا “أنا الآن مع الإسلام المعتدل المنفتح على العالم الوسطي الذي نادى به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والذي هو ديننا”.
08/05/2019