قادت تحقيقات للمصالح الأمنية بإسبانيا، أخيرا، إلى تحديد أسماء “تائبين” مغاربة من الناظور وتطوان ورجلي أمن إشتغلوا سابقا بقضائية الناظور ومحامي كان يعمل وسيطا لدى عناصر المافيا , انفصلوا عن شبكات دولية لتهريب المخدرات، ويخضعون إلى الابتزاز وتصفية حسابات الأباطرة، ويجبرون على بيع قصورهم ويخوت بمبالغ زهيدة.
ووضعت المصالح الإسبانية تقريرا أمنيا بخصوص زعماء مافيا المغاربة التائبين , 7 من الناظور و 5 من تطوان وواحد في كل من طنجة والحسيمة وتاونات ، بعد أن زارت، قبل أشهر المغرب، لتعقب مسار بعضهم يحملون الجنسية المزدوجة، بناء على معلومات وتحريات كشفت عن خضوعهم للابتزاز وتهديد مافيا دولية مختصة في تهريب المخدرات التي حملتهم مسؤولية إفشاء أسرار عمليات تهريبوتبييض أموال كبرى، والكشف عن ثغرات كانت تستغلها في مراوغة السلطات المالية، من خلال عدم التأكد من هوية مبيضي الأموال، ناهيك عن الأموال التي مصدرها المعابر مع المغرب.
وقاد التحقيق نفسه لكشف ابتزاز أكبر مافيا الاتجار في المخدرات لـ “التائبين” المغاربة والتحقيق في عمليات تبييض أموال، وحجز أرصدة بنكية ، إضافة إلى عقارات وسيارات فخمة وغيرها من المنقولات الثمينة .
ووصف مصدر معلومات “التائبين المغاربة” بالكنز الثمين، إذ يتعاون بعضهم مع المصالح الأمنية، ما أدى إلى تفكيك عدة شبكات، آخرها شبكة دولية تنشط في تهريب الحشيش من شمال المغرب إلى منطقة “هويلفا” بجنوب إسبانيا، وانتهت بإيقاف سبعة من أعضائها، وحجز طنين من الحشيش تم تهريبها على متن قوارب سريعة، إضافة إلى حجز أربع سيارات وثلاثة قوارب، ودراجات نارية، ومبالغ مالية تقدر بالملايين.
و معلومات “التائبين” لا تقدر بثمن وقادت إلى تفكيك شبكات عديدة، لكنها دقت ناقوس الخطر بالنسبة لأباطرة المخدرات، إذ اتصل عدد منهم ب”ط.ح”، الذي كان يعتبر أحد كبار المهربين في شمال المغرب وفضل الهروب إلى إسبانيا، قبل أن يتخلى عن نشاطه،إلا أنه أصبح يتعرض إلى ابتزاز زعماء التهريب ويحملونه مسؤولية سقوط الشبكات في كمائن الشرطة، في حين أخضع آخرون للتهديد بالقتل، وأجبروا على التنازل عن ممتلكاتهم في الجنوب الإسباني، وهي عبارة عن عقارات وفيلات وقصور سياحية.
وكشف أباطرة مخدرات سابقون للمصالح الأمنية تفاصيل عمليات تبييض أموال مهمة تمت في المغرب، عبر شراء العقارات بمدن بالناظور طنجة ثم تطوان ، وسيارات فارهة ويخوت، إضافة إلى منقولات أخرى باهظة الثمن، إضافة إلى علاقات الشبكات المعقدة مع شبكات مماثلة في أوربا، ترتبط بمعاملات مالية مشتركة تقدر بالعشرات، أغلبها لمغاربة من إسبانيا وهولندا وبلجيكا ربطوا علاقات في مليلية ، ولهم سوابق في تبييض أموال المخدرات.
29/05/2019