قال حكيم بنشماش الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، جوابا على سؤال بخصوص تنسيقه مع إلياس العماري الأمين العام السابق للبام، في الأزمة التي يمر منها حزب “الجرار” هاته الأيام، “لم يسبق لي على الإطلاق أن نسقت معه. هذا كذب وبهتان.. وآخر مرة التقيت فيها إلياس العماري كانت في لندن قبل 3 أشهر تقريبا. وكانت جلسة إنسانية، وأخوية، ولم نتحدث فيها عن الحزب إطلاقا ”.
وأضاف بنشماش : “الله أعلم، إن كان ينسق مع الآخرين أم لا”، هذه العبارة التي قالها بنشماش، لا تنفي “تهمة” تنسيق إلياس العماري مع قادة المحاولة الإنقلابية داخل “البام”، وإنما تزرع حقولا من الشك.
ومما يزيد من طرح الأسئلة حول الدور “الخفي” الذي من الممكن أن يكون العماري يلعبه في هذه المناورة، التي يقودها أحمد أخشيشن ومحمد الحموتي وعبد اللطيف وهبي، هو عدم توقيعه لـ”نداء المستقبل” رفقة الأمناء العامين السابقين لحزب الأصالة والمعاصرة، رغم محاولته الظهور بمظهر الشخص الذي ابتعد نهائيا عن كل مشاكل الحزب، بهذا الغياب، والامتناع عن التوقيع على النداء. لكن من يعرف إلياس العماري، يعرف جيدا، أننا أمام رجل ليس من هاته الطينة، وليس من النوع الذي يمكن أن يبتعد بهاته السهولة عن تدبير أمور حزب يعتبر نفسه صاحبه، وصاحب فضل على كل “قادته” الحاليين.
ومن الأكيد أن الخرجة التي هاجم فيها عبد اللطيف وهبي، وإلى جانبه كل من سامر أبو القاسم، الذي قال ذات يوم أن إلياس العماري أحد رجال ثلاثة بصموا تاريخ المغرب، فبعد عبد الله إبراهيم وعبد الرحمان اليوسفي، يوجد إلياس حسب أبو القاسم، وكان إلى جانب وهبي في منصة “القصف” محمد الحموتي صديق إلياس منذ الطفولة، “لحم اكتافو من خيرو”، أي من خير إلياس، الذي “فتح له باب الصفقات على مصراعيه”، حتى أصبح من أغنياء الريف. ومع ذلك لم يتحرك لإيقاف وهبي عندما هاجم إلياس، مخاطبا إياه بضرورة الابتعاد عن الحزب، وليس ذلك فقط، بل مرّ إلى التهديد بالقول، “على إلياس الابتعاد عن الحزب، وإلا فإني لن أسكت وسأتكلم”.
كل هاته المؤشرات، وإن كانت لا تؤكد تورط إلياس العماري بشكل مباشر في المحاولة الانقلابية ضد “صديقه” حكيم بنشماش، إلا أنها لا تنفي أيضا وقوفه، وراء هاته التحركات، خاصة وأن هذا النوع من المناورات واللعب في الظل، هو الهواية المفضلة لإلياس العماري.
11/06/2019