هشام العمراني:
تجاهل حزب العدالة والتنمية واقعة وفاة الرئيس المصري المخلوع، محمد مرسي، أمس الاثنين ( 17 يونيو)، أثناء حضوره جلسة محاكمة في قضية “التخابر مع قطر”، حسب ما أعلن عنه التلفزيون المصري.
حزب العدالة والتنمية المغربي، المحسوب على الإخوان المسلمين، لم يصدر أي بيان رسمي باسمه كحزب يقدم فيه العزاء لعائلة مرسي وإخوته في الجماعة، وذلك رغم مرور ساعات على هذه الواقعة.
حتى إعلاميا، اكتفى الحزب بإدراج مادة خبرية على موقعه الإلكتروني الرسمي تحمل تعزية للنائب الأول للأمين العام للحزب، سليمان العمراني، يقدم فيها تعازيه الشخصية.
وعبر العمراني، حسب ما نشره الموقع المذكور، “عن حزنه الشديد على هذه الوفاة المفاجئة”، داعيا “للفقيد الكبير بالمغفرة والرضوان، ولأهله ومعارفه بالتعازي الحارة في هذا المصاب الأليم”، دون أن يشير إلى موقف الحزب من الموضوع.
شبيبة الحزب بدورها، اكتفة بما يشبه التدوينة الموقعة باسم كاتبها الوطني، محمد أمكراز، تجبن فيها وصف الرئيس مرسي بالمعزول، ولا وصف النظام المصري الحالي بالانقلابي، مكتفيا بتقديم التعازي لأسرة مرسي والشعب المصري.
قد يقول أنصار “البيجيدي” “إن العمراني يحمل صفة نائب الأمين العام، وبالتالي فتعزيته هي تعزية الحزب، لكن كلامهم مردود عليه لكون العمراني عبر عن شديد حزنه، ودعا للفقيد بالمغفرة باسمه، كما أن تصريحات سابقة لقياديين في الحزب تنصل منها هذا الأخير عندما تبين أنه ستورطه وتضر بالمصلحة العليا للمغرب، أو ستفسد ود علاقاته مع بعض المؤسسات مثل مؤسسة القضاء.
كما أن الحزب قد يكون دفع بجناحه الدعوي للواجهة، واعتبر أن البلاغ الذي أصدرته حركة التوحيد والإصلاح و اعتبرت فيه مرسي بـ”الشهيد”، فيما وصفت نظام الحكم بمصر برئاسة المشير عبد الفتاح السيسي بـ”الانقلابي”، بلاغا يرفع عنه حرج إصدار بلاغ خاص باسم الحزب من جهة ويجنبه الإحراج مع الجماعات والتنظيمات التي يتقاسم معها المبادئ “الإخوانية”، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين بمصر والعالم، وبه يكون قد عزى.
فهل يلعب “البيجيدي” لعبة “رجل هنا ورجل لهيه”، أم تجنب الحرج مع النظام المصري؟ أم حاول الثريت في انتظار إمكانية صدور موقف رسمي؟
18/06/2019