نحن و الجزائر 🇩🇿🇲🇦
بقلم الصحفي الحر : محمد الهرد
حكايتنا نحن الذين إزددنا في الشرق قبل عقد الثمانينات من القرن الماضي، مع جارتنا الجزائر، مختلفة عن باقي المغاربة.
بالنسبة لنا، الجزائر، لم تكن فقط بلدا جارا، كانت تقريبا وطنا لنا ونحن مواطنين فيها، عندما لم تكن تصلنا أمواج الإذاعة المغربية أنذاك كانت الإذاعة الجزائرية أنيستنا في الليالي الطويلة وفي الصباحيات الرائقة في ذلك الزمن البهي، وقبل أن تطل علينا تلفزة دار البريهي، كان التلفيزيون الجزائري المنافس الوحيد للقنوات الإسبانية في مقاهي بلدتنا.
قبل أن نتمكن من متابعة مباريات الرجاء والوداد والنادي المكناسي والجيش الملكي …عبر برنامج الأحد الرياضي، كنا قد حفظنا أسماء الأندية الجزائرية …شبيبة القبايل مولودية وهران رائد القبة وغالي معسكر …
أجدادنا وآباءنا لم يكونوا يطلقون عليها الجزائر، بل الشرق، دلالة على قربها منهم، فقبل أن يهاجروا شمالا نحو اوروبا كانت الوجهة هي الشرق وبالضبط مدينة وجدة وبركان و النواحي للعمل في مصانع ومزارع المعمرين الفرنسيين.
لم يكن كبير فرق، بين وقع أسماء رابح ماجر و مناد وبلومي وعصاد وأسماء التيمومي والحداوي وبودربالة، وقعهم في قلوبنا كان متشابها، كتشابه وقع أغاني رابح درياسة وأغاني وردة الجزائرية و المطرب دحمان الحراشي وأغاني جيل جيلالة…ذلك الزمن الجميل.
الجزائر والمغرب تجمع شعبيهما المصاهرة بين العائلات والأسر هنا وهناك والتاريخ المشترك والجغرافية ..ومايجمعنا أكثر مما يفرقنا.
حاضر علاقتنا بالجزائر ليس بجمال الماضي إياه، ولكن آمال العودة ما زالت قائمة…مع نسيم الربيع العربي ستهب رياح التغيير وستفتح لامحالة الأبواب الموصدة بين الجارتين الشقيقتين الجزائر والمغرب ..قريباا
تحية إلى الجزائر الحرة وإلى شعبها البطل ، بمناسبة تأهل المنتخب الجزائري للنهائي وعقبال إحراز كأس أبطال أفريقيا والتي تتزامن مع هبة الكرامة التي شهدتها وتشهدها شوارع مدن الجزائر.
17/07/2019