يحاول حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، جاهدا إلى التقليل من تأثير تصريحاته التي قدمها أول أمس السبت بالرباط، عندما أصبغ على المؤسسة الملكية أدوارا معينة في الصراع السياسي بين حزبه، الأصالة والمعاصرة، وبين حزب العدالة والتنمية.
وكان الأمين العام لحزب “البام”، قد ألقى خطابا في ندوة عقدها جناحه بالرباط، خصصت لمناقشة مضامين وثيقة “طريقة الانبعاث”، التي يحاول أن يقدمها كوثيقة مرجعية في مؤتمر حزبه، في سياق صراعه مع خصومه في تيار “المستقبل”.
بنشماش بث اليوم الاثنين، على سبيل التوضيح، بيانا يعيد فيه نشر مقتطفات مكتوبة من تصريحاته بخصوص الملك، وأيضا مقاطع فيديو تظهره وهو يتحدث عن الملك.
هذه المقتطفات تشدد على أن للملك فضل في التقليل من مخاطر زحف مشاريع الإسلام السياسي”، وهي المشاريع التي يحددها في خطابه في حزب العدالة والتنمية.
ناهيك عن تأكيده على أن حزبه، الأصالة والمعاصرة، “حمى البلاد” بمساهمته في هذه العملية.
وقدم بنشماش لهذه المقتطفات بعبارة تشير إلى أن تصريحاته عملت تأثيرها بطريقة لا تخدم مصالحه وقد كان غريبا أن يعيد نشرها باعتبارها فقط “تصريحات هامة”.
وكتب: “نظرا للأهمية السياسية التي تكتسيها تصريحات الأمين العام.. والتي تضمنت فقرات ذات صلة بالمؤسسةالملكية وأدوارها السياسية والدستورية وبمنطوق الفصل 42 من الدستور، وكذا بأدوار الأحزاب السياسية(..) ننشر الفقرات المصورة والمكتوبة من المداخلة”.
وهذه أول مرة يقوم فيها رئيس حزب بطريقة تلقائية، بإعادة بث فقرات من خطابه على شكل توضيح.
وبينما يقول مقربون من بنشماش إن إعادة بث مقتطفات خطابه المتعلقة بأدوار الملك، “دفع إليها تحريف بعض وسائل الإعلام لتلك التصريحات، لاسيما موقع إلكتروني زعم أن بنشماش قال إن “البام” حمى الملكية، وهي طريقة لتبديد أي سوء فهم للتصريحات الحقيقية لاحقا”، إلا أن مصادر على اطلاع داخل الحزب قالت ، بأن بنشماش “تلقى تقريعا بخصوص مجمل التصريحات الواردة في خطابه، وبشكل أخص حول إقحامه للملك في ما يراه عملية لتخفيف زحف العدالة والتنمية”.
ولَم يحدد مخاطبونا مصدر التقريع، بيد أن واحدا منهم قال “مصدر التقريع في مثل الحالات لا يحتاج إلى بيان”.
وتذكر هذه المصادر أن “بنشماش حاول توضيح أن تصريحاته “فهمت عن طريق معالجات بعض الصحف، بشكل لم يكن مطروحا في ذهنه أن يكون معناها بتلك الصيغ المنشورة”. ولذلك طلب بإعادة بث تصريحاته بالصيغة المذكورة، يوم الاثنين، وتوزيعها على الصحافيين، بغية تدقيق ما نسب إليه سابقا.
22/07/2019