وضعت الرباط “فيتو” صريح على مشاركة حزب “بوديموس” في الاجتماع رفيع المستوى المقرر قبل نهاية العام بين حكومتي المغرب وإسبانيا، والذي سيعرف أيضا حضور رئيس الوزرائ بيدرو سانشيز للقاء بالملك محمد السادس، وفق ما أكدته تقارير إسبانية، والتي أوضحت أن الأمر يتعلق بشرط وضعته الرباط لإتمام تنظيم هذا الاجتماع الذي تأجل في 2020 و2021 بسبب دعم الحزب المحسوب على أقصى اليسار للطرح الانفصالي في الصحراء والريف.
وقالت صحيفة “إل إسبانيول” نقلا عن مصادرها لدى الحكومة الإسبانية إن المغرب “لن يسمح لوزراء بوديموس بحضور القمة المقبلة التي ستُعقد في الرباط نهاية العام”، وأوضحت أنه بالرغم من اتفاق الملك محمد السادس ورئيس الوزراء سانشيز على عقد القمة خلال لقائهما في أبريل الماضي، إلا أن “قرارا صريحا” صدر من الرباط برفض مشاركة أي من وزراء الحزب المشارك في الائتلاف الحكومي الإسباني بسبب دعم هذا الأخير لـ”البوليساريو”.
وأوضحت الصحيفة أن الأمر يتعلق الأيضا بدعم الحزب لحراك الريف وللنزعات الانفصالية في المنطقة، وهو أمر “لا تغفره الرباط لبوديموس”، حيث سبق أن منعت بعض أعضائها من دخول التراب المغربي بسبب ذلك، على غرار ما حدث في 2019 حين منعت القيادي في الحزب بإقليم الأندلس دافيد بينافويرتي من دخول مدينة الناظور عبر المعبر البري لمليلية، وكان آنذاك يرغب في الاجتماع بعائلة زعيم الحراك ناصر الزفزافي الموجود حاليا في السجن.
وأبرز التقرير أن المنع سيطال تحديدا إيريني مونتيرو، وهي إحدى أبرز وجوه “بوديموس” والتي تشغل حاليا منصب وزيرة المساواة، التي سبق لها في 2018 أن التقت بوالدي الزفزافي، موضحا أنها منذ أن أصبحت وزيرة “تركت الدفاع عن أهالي الريف المدانين في أيدي المجموعة البرلمانية لحزبها”، في إشارة إلى أنها أصبحت تمتنع عن اتخاذ مواقف شخصية من هذا الملف.
وتستعد الحكومتان المغربية والإسبانية لعقد الاجتماع رفيع المستوى الذي ينتظر أن يعرف مشاركة معظم الوزراء لمناقشة العديد من الملفات المؤجلة، وذلك بعد أن فرضت جائحة كورونا تأجيله في 2020 ثم ألغي في 2021 بسبب الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد على خلفية دخول زعيم “البوليساريو” إلى إسبانيا، ويُنتظر أن يمهد هذا اللقاء لثاني اجتماع بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز هذا العام.
متابعة :
17/10/2022