يحتضن المغرب التمارين العسكرية الكبرى المشتركة التي تحمل إسم “الأسد الإفريقي” خلال السنة المقبلة، وبالتالي وضع حدا للعديد من الأنباء التي تحدثت عن نقل هذه التمارين من المغرب إلى بلد آخر بعد ضغوطات مارسها السيناتور الأمريكي جيم إنهوف المعروف بعدائه للمملكة المغربية وتبنيه الأطروحة الجزائرية الداعمة لجبهة “البوليساريو”.
وكشف الجيش الأمريكي عبر الموقع الرسمي لقسمه الأوروبي الإفريقي أنه قرر بعد اجتماع جرى مؤخرا في تونس مع الأطراف الإفريقية المعنية للإعداد لتمارين الأسد الإفريقي للسنة المقبلة، أن يكون المغرب هو المحتضن الأول لهذه التمارين، مثلما جرت العادة في السنوات الماضية، ثم إجراء تمارين أخرى في دولة دجيبوتي وغانا والسينغال ثم تونس.
وتم تحديد الفترة بين 15 ماي و18 يوليوز من سنة 2023لإجراء هذه التمارين التي ستعرف مشاركة العديد من الجيوش من مختلف البلدان الحليفة للولايات المتحدة الامريكية، وأن هذه التمارين ستكون بدورها من بين أكبر وأضخم التمارين العسكرية التي تُجرى في القارة الإفريقية.
إعلان إجراء تمارين الأسد الإفريقي لسنة 2023 بالمغرب مباشرة بعد قيام الجنرال مايكل لونغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، بزيارة رسمية للمملكة يومي 17 و18 أكتوبر الجاري، على رأس وفد هام، وقد استقبله كبار قادة الجيش المغربي.
يذكر أنه في خضم الأنباء عن نقل تمارين الأسد الإفريقي من المغرب خلال الشهرين الماضيين، خرج قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال ستيفن ج. تاونسند، حينها. معتبرا أنه من الصعب إيجاد بلد في إفريقيا يمتلك القدرات التي يتوفر عليها المغرب لاستضافة تداريب الأسد الإفريقي العسكرية الضخمة، أو حتى الاقتراب مما قام به المغرب على مدار 18 سنة من احتضان هذه التداريب.
وأكد المسؤول العسكري الأمريكي أن “المغرب كان مضيفا رائعا”، مؤكدا أن “أفريكوم ستعمل مع المغرب في النسخ المستقبلية للأسد الأفريقي”. وأضاف قائلا “لقد اختتمنا نسخة الأسد الإفريقي 2022، والتي جمعت 40 دولة شريكة في أول تدريب سنوي لـ أفريكوم، يجمع بين قوى مشتركة متعددة المجالات، لتعزيز قابليتنا للتشغيل البيني وتحسين استعدادنا الجماعي. إن قدرتنا على ممارسة هذه التمارين مع حلفاء رئيسيين من خارج الناتو مثل المغرب وتونس يظهر التزام الولايات المتحدة بهذه الشراكات”.
وتأتى توضيحات ستيفن تاونسند ورده الذي يسلط الضوء على مساهمة المغرب في هذه التدريبات العسكرية، بعد التصريحات الأخيرة، للسيناتور الجمهوري جيمس إينهوف، المعروف بمناصرته للبوليساريو، والذي طالب إدارة الرئيس جو بايدن، بعدم تنظيم النسخة المقبلة من مناورات الأسد الإفريقي في المغرب، مبررًا طلبه بـ “العراقيل” التي تضعها المملكة في طريق التوصل إلى تسوية لملف الصحراء، على حد تعبيره.
وتعد مناورات الأسد الإفريقي 2022 أكبر مناورة عسكرية على مستوى القارة، حيث جرى جزء من هذه التداريب العسكرية في نسختها الماضية على أراض بالصحراء المغربية، وبشكل خاص منطقة المحبس،وأقيمت تدريبات ميدانية بالمنطقة الحدودية المغربية القريبة من الجزائر.
كواليس الريف: متابعة
24/10/2022