النظام الجزائري غير مأمون الجانب، فقد ينقلب على حلفائه بين الفينة والأخرى، مثلما انفضح بشأن تورط مخابرات الجارة الشرقية في صفقة مشبوهة مع فرنسا على حساب حليفتها روسيا. فما هي القصة؟
القصة أوردتها نشرة “مغرب آنتليجينس”، وتفاصيلها تفيد بسماح أجهزة المخابرات الجزائرية لجاسوس روسي يشغل منصبا مهما في مجموعة “فاغنر” التي تضم مرتزقة يحاربون لفائدة الدب الروسي، بمغادرة الجزائر وتقديم نفسه إلى المخابرات الفرنسية مقابل تمكينه من الإقامة هناك هربا من نظام “فلاديمير بوتين”.
وغادر الجاسوس الروسي الجزائر العاصمة حيث هبطت طائرة كانت تقله في مطار “رواسي شارل ديغول” في العاصمة الفرنسية باريس، حيث وجد في انتظاره عملاء للمخابرات الفرنسية الذين باشروا معه اتصالات بتوصية نظرائهم الجزائريين الذي مهدوا لعملية الانشقاق التي نفذها العضو البارز في مجموعة “فاغنر” والذي كان يخطط لعميلات تدخلها في منطقة الساحل.
وبينما أعرب الجاسوس المنشق، لعملاء المخابرات الجزائرية، عن رغبته في الإقامة بفرنسا هربا من نظام “فلاديمير بوتين”، تكفل هؤلاء بربط الاتصال بالمخابرات الفرنسية، لينفذوا رغبته وهم يسعون وراء ذلك لإظهار مدى انصياع الجزائر لفرنسا شريطة أن ينفرط الود بينها والمغرب.
ووفق نفس المصدر فإن “المديرية العامة للأمن الخارجي” المعروفة اختصارا بـ”DGSE” والتي يديرها “Bernard Emié” السفير الفرسي السابق في العاصمة الجزائر بين سنتي 2014 و2017، باشرت محادثات مع الجاسوس الروسي برعاية من جهاز المخابرات الجزائري عبر مديرية التوثيق والأمن الخارجي المعروفة اختصارا بـ”DDSE” والتي يشرف عليها حاليا الجنرال ماجور “مهنا جبار”، أحد أبرز أذرع فرنسا في النظام العسكري الجزائري.
وأفادت نشرة “مغرب آنتليجينس” بأن المخابرات الجزائرية تعهدت للجاسوس بعدم تنبيه السلطات الروسية بنيته الانشقاق، معتبرة الأمر هدية لفرنسا وإشارة قوية من الجزائر كونها ساعية للتقارب مع جلاد الأمس وجعله صديق اليوم، ضدا في المملكة المغربية.
كواليس الريف: متابعة
24/10/2022