صادق مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، في جلسة توصيت على مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة الأمريكية يقضي بتمديد مقام بعثة المينورسو في الصحراء إلى غاية 31 أكتوبر 2023. قرار سبقته تكهنات حول تعاطي مواقف بعض الدول والعواصم مع الملف.
ومن بين الدول أن امتنعت عن التصويت على القرار، هناك كينيا، هذا البلد الإفريقي الذي تثير مواقفه بخصوص ملف الصحراء، جدلا سياسيا كبيرا، تارة إعلان دعم المغرب في مقترحه الخاص بالحكم الذاتي في الصحراء، وإعلان قطع العلاقات مع جبهة البوليساريو، وتارة إخرى استقبال زعيم الجبهة إبراهيم غالي في صور مستفزة ما يزيد الموقف الكيني غموضا.
وكشف موقع Security Council Report، أسباب امتناع كينيا عن التوصيت بسبب ما اعتبر أن النص الذي صاغته الإدارة الأمريكية بأنه غير متوازن-وهو الموقف الذي عبرت عنه كذلك روسيا في تجديد التفويضات السابقة لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء.
واقترحت كينيا عدة تنقيحات على مسودة القرار المعروضة على تصويت مجلس الأمن، إذ اعتبرت أن مشروع القرار يجب أن يُميز بوضوح أكبر بين المغرب وجبهة البوليساريو والبلدان المجاورة المعنية، الجزائر وموريتانيا.
ويتماهى الموقف الكيني مع السلوك السياسي لنظامها في اللعب على الحبلين بين المغرب والجزائر، والاتجاه نحو ربط علاقات مع جبهة البوليساريو ما سيعيد علاقات نايروبي والرباط إلى نقطة الصفر، بعدما حصل تقارب لحظي بعد استقبال رئيس كينيا لوزير الشرون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقمين بالخارج ناصر بوريطة، حيث غرد الرئيس على حسابه في “تويتر”، بأن بلاده تسحب اعترافها بما يدعى الجمهورية الصحراوية، قبل أن تختفي التغريدة ساعات بعد ذلك، مخلفة حالة من الجدل بخصوص الموقف الحقيقي للقيادة الجديدة في كينيا.
يشار إلى أن الملك محمد السادس إلى الرئيس كان قد وجه رسالة إلى الرئيس الجديد لجمهورية كينيا، وليام روتو منتصف الشهر الماضي، وأفاد بيان مشترك أورد الموقع الإلكتروني لقصر رئاسة جمهورية كينيا فقرات منه، بأنه”على إثر تسليم رسالة من جلالة الملك إلى الرئيس الكيني”، فإن “جمهورية كينيا قررت العدول عن اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في البلاد”.
وأوضح البيان المشترك أنه “احتراما لمبدأ الوحدة الترابية وعدم التدخل، تقدم كينيا دعمها التام لمخطط الحكم الذاتي الجاد وذي المصداقية الذي اقترحته المملكة المغربية، باعتباره حلا وحيدا يقوم على الوحدة الترابية للمغرب” من أجل تسوية هذا النزاع. وأضاف المصدر ذاته، أن “كينيا تدعم إطار الأمم المتحدة كآلية حصرية من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم ومستدام للنزاع حول قضية الصحراء”.
الرئيس الكينيوليام روتو حاول تجاوز موقفه المرتبك من الوحدة الترابية للمملكة، بعدما استقبل ما وصفه بـ”سفير الصحراويين” وهو ممثل الجبهة في نيروبي باه الماد، بمناسبة ما قال أنه “انتهاء لمهمته” في البلاد، وذلك بالقصر الرئاسي. وخلال هذا الاستقبال، تحدث الرئيس الكيني، عن التعاون مع الجبهة في مجالات الصيد والتعدين والزراعة والسياحة، وتعهد بتكثيفه.