لا يزال إقليم الدريوش أكبر الأقاليم المتضررة على المستوى الوطني من الهدر المدرسي، بسبب وعورة المسالك الطرقية، وعدد من الأسباب الأخرى باعتباره إقليما شبه جبلي ، حيث واستنادا إلى ما توصلت إليه «كواليس الريف» من مصادر متطابقة، فقد أقدم مصطفى بن شعيب، رئيس المجلس الإقليمي، منذ عدة أسابيع ، على تعكير خدمة دعم النقل المدرسي، وخصوصا بجماعة أولاد أمغار التي كان يترأس مجلسها الجماعي ، من خلال دفع أغلبية أعضاء المجلس الجماعي الموالين له بمقاطعة أشغال دورات المجلس الجماعي لأولاد أمغار، خصوصا في دورة أكتوبر الأخير ، بسبب إمتناع رئيس الجماعة الحالي حموتي ، من الدخول معه في تصفية بعض الحسابات الضيقة، خصوصا ما تعلق بالإنتخابات التشريعية الجزئية، التي شهدها إقليم الدريوش مؤخرا ، وهو الشيء الذي تسبب في غياب متكرر لأكثر من 100 طفل متمدرس عن الدراسة، نتيجة اعتمادهم الكلي على هذه الخدمة، التي كلفت ملايين الدراهم من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية, قبل أن يجهضها رئيس المجلس الإقليمي الحالي والعضو بجماعة أولاد أمغار .
وحسب المعلومات التي حصلت عليها “كواليس الريف”؛ من قبل مجموعة من ساكنة الجماعة الترابية على مستوى إقليم الدريوش ، فلم يكن هذا التوقيف المباشر وتعمد الإكتظاظ لخدمات النقل المدرسي هو الأول من نوعه، خلال الموسم الدراسي الجاري، بل سبقته توقيفات أخرى أدت إلى تعطيل الدراسة لأيام، بسبب غياب التلاميذ عن فصولهم الدراسية، وهو ما قد يفضي إلى خروج أولياء التلاميذ للاحتجاج، خصوصا وأن أغلبهم لا يقوى على أداء واجبات النقل، كما أن بعض سيارات النقل المدرسي تحمل ثلاثة أضعاف طاقتها ، ما يسبب إزدحام كبير جدا ، ينتج عنه وقوع تلاميذ المستويات الإعدادية والثانوية على صدور تلميذات مراهقات ، وما يخلفه ذلك من صدامات ، أضف إلى ذلك التحرش الذي يقع أحيانا من خلال هذا التكدس ،ورغم ذلك فإن رئيس المجلس الإقليمي يرفض منح دعم مالي للنقل المدرسي مستغلا نفوذه وتحكمه في رقاب أغلب الأعضاء بجماعة أولاد أمغار .
وفي هذا الصدد، خرج عدد من الأباء والجمعويين على مستوى الجماعة ذاتها للتنديد بقرار مصطفى بن شعيب ، والذي قالوا عنه إنه يساهم بشكل مباشر في التسبب بالهدر المدرسي داخل إقليم يعاني أصلا من هذا المشكل المؤرق، بسبب وعورة المسالك الطرقية، وبعد المدارس عن عدد من المراكز القروية والدواوير ، مطالبين عامل الإقليم بالتدخل في هذا الأمر.