وجه “عبد الحفيظ علاهم” مستشار الرئيس الجزائري المكلف بالعلاقات الخارجية، تقريرا وُصف بالصادم إلى “عبد المجيد تبون”، حول مستجدات قضية الصحراء المغربية.
ووفق مقتطفات تم تسريبها من التقرير المذكور، فمستشار “تبون” أقر بفشل سياسة جنرالات الجزائر في مقاربتهم لملف الصحراء المغربية، حينما قال:”…مع كامل الأسف جميع تقارير الأمين العام للأمم المتحِدة وقرارات مجلس الأمن خلال السنوات الأخيرة تخلو تماما من أي إشارة لخيار الاستفتاء في مقابل ورود الطرح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي لعشرات المرّات مع وصفه بالجدي وذو مصداقية وبأنه يشكل أساسا موثوقا لتسوية سياسية عملية وواقعية ومتوافق بشأنها…”.
واعترف التقرير كذلك بضعف الموقف الجزائري دوليا، مشيرا إلى نجاح المغرب في استقطاب العديد من القنصليات التي فُتحت بالأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث جاء فيه(التقرير):”…وهذا ما جعل موقف الجزائر في القضية جد ضعيف على المستوى الدولي وتأكدنا من هذا الضعف في تنامي ظاهرة فتح قنصليات الدول في الصحراء…”.
كما عرج التقرير الصادم للعساكر في الجزائر ، على الفشل الذريع داخل الاتحاد الإفريقي:”…ومما زاد الطين بلّة هو أن الإتحاد الإفريقي الذي كان يمثل لنا نقطة قوة في الدفاع عن أطروحتنا في قضية الصحراء أصبح يقر بأن العملية السياسية هي شأن حصري تدبره الأمم المتحدة وليس أي هيئة دولية أو إقليمية أخرى…”.
من جهة أخرى، تطرق التقرير الجزائري إلى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الذي اعتبره صفعة للنظام الجزائري الحاكم،”…كما أن الإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء وهو قرار مؤسسي يتعلق بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة كان بمثابة ضربة قوية للجزائر ولقد حاولنا عبر أصدقائنا في واشنطن الضغط بجميع الوسائل قصد تجميد الإعتراف لكن جميع محاولاتنا باءت بالفشل نتيجة لوجود لوبي يهودي جد قوي والمتمثل في اليهود المغاربة المتواجدون بشكل مكثف في لجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية المعروفة اختصارا باسم آيباك والتي لها التأثير في توجيه الحملات الانتخابية وقريبة من مراكز صنع القرار الأمريكي الخارجي الأمر الذي جعلنا نتأكد من أن التراجع الأمريكي عن قراره في ملف الصحراء صار من سابع المستحيلات…”.
وتطرق التقرير إلى الموقف الإسباني الجديد، الداعم للطرح المغربي، ووصفه بالمفاجئ، وجاء فيه:”…إن الموقف الإسباني بدعم المقترح المغربي في الصحراء كان مفاجئا وصادما للجزائر ولقد قمنا وبمساعدة حلفائنا هناك وأيضا باستعمال ورقة الغاز بمجهودات جبارة للضغط على مدريد لتتراجع عن موقفها لكن فَشِلنَا في هدفنا لأن الرباط كانت تملك أوراق ضغط لعبت بها بطريقة احترافية وأغلقت بذلك في وجه الديبلوماسية الجزائرية جميع الطرق الممكنة لتجميد الموقف الإسباني…”.
وفي الختام، نبه التقرير المسرب، الرئيس الجزائري، إلى ضرورة تبني مقاربة جديدة وواقعية، حول قضية الصحراء المغربية، تراعي المصالح العليا للدولة، وقال في هذا الإطار:”…لقد حان الوقت لبلورة نظرة واقعية لملف الصحراء بما يقتضي المصلحة العليا للجزائر والتي لا يمكن أن تبقى ثابتة في نقطة معينة…”.
08/11/2022