حمزة المتيوي:
اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات المغربية والإسبانية بـ”المماطلة وعدم الجدية” في القيام بالتحقيقات اللازمة في مأساة مليلية التي حدثت شهر يونيو الماضي، وذلك بعد مرور 6 أشهر على وقوعها، معتبرة أن الأمر ينم عن “تستر على الحقيقة”، وذلك تبعا للتقرير الذي أصدرته بخصوص هذه القضية والتي اتهمت فيها البلدين بارتكاب “جرائم بموجب القانون الدولي”.
وأوردت المنظمة في تقريرها أن “التقاعس الذريع للسلطات الإسبانية والمغربية عن كشف الحقيقة وضمان تحقيق العدالة عن مقتل ما لا يقل عن 37 شخصًا من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بينما ما زال 77 آخرين في عداد المفقودين في أعقاب الأحداث المميتة، ينم عن نية التستر على الحقيقة”، ناقلة شهادات عن ناجين اتهموا السلطات الإسبانية بتعمد قتل المهاجرين غير النظاميين.
ومن أكثر الشهادات المريعة التي نقلها التقرير حديث فتى سوداني يبلغ من العمر 17 عن أنه اقتيد مع جميع الأشخاص الذين اعتقلتهم الشرطة إلى السجن، ثم بعد ذلك كانوا يُضربون بالمطارق على رؤوسهم في السجن حتى يلفظوا أنفاسهم الأخيرة، وأضاف “توفي آخرون عندما تعرضوا للضرب أيضا”.
وحسب الوثيقة، فقد قال أحد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم لمنظمة العفو الدولية إن مسؤولي الأمن الإسبان “أجبروا الجرحى على العودة عبر الحدود إلى المغرب على الرغم من أنهم كانوا ينزفون أو يعانون من جروح مفتوحة”، مبرزة أن العديد ممن أعيدوا بإجراءات موجزة إلى المغرب “سُجنوا وتعرضوا لمزيد من الانتهاكات والعنف”.
ويرى التقرير أن السلطات من الجانبين “أخفقت في ضمان إجراء تحقيقات فعالة وشفافة من أجل إثبات حقيقة ما حدث في ذلك اليوم، بينما عرقلت السلطات المغربية جهود العائلات ومنظمات الخبراء التي تبحث عن المفقودين بشكل متكرر”، وتابع “نظرا لانعدام الشفافية من جانب الحكومتين، كتبت منظمة العفو الدولية إليهما مناشدة إياهما بتبادل المعلومات حول الولاية القضائية للتحقيقات ووضعها، كما أطلعت المنظمة الحكومتين على ملخص للنتائج في نونبر ولم تتلقَ أي رد”.
وأورد التقرير أن المأساة أدت إلى وفاة 37 شخصا من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وهو عدد أكبر من ذاك المعلن عنه بشكل رسمي من سلطات البلدين، وذلك خلال المحاولة التي قام بها 2000 مهاجر غير نظامي حاولوا اقتحام السياج الحدودي بمدينة مليلة عُنوة، وجاء على لسان مهاجر من تشاد يبلغ من العمر 22 عاما، أن عناصر الأمن المغربي والإسباني استعملوا قنابل الغاز والرصاص المطاطي لمواجهة المحاولة.
13/12/2022