حمزة المتيوي :
أعرب أكثر من ثلث المغاربة عن تفضيلهم إقامة علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من الصين، وهو الأمر غير المعتاد لدى شعود منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفق ما جاء في تقرير “المغرب 2021 – 2022” الصادر مؤخرا عن شربكة البارومتر العربي البحثية، والقائم على استطلاع رأي عينات عشوائية من المواطنين في مختلف جهات المملكة.
وأعرب 96 في المائة من المستجوبين عن أنهم يثقون في الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل 64 في المائة يثقون بالصين، وقال التقرير إنه على النقيض من أغلب دول المنطقة، فإن المغاربة يفضلون بشكل أقوى الولايات المتحدة الأمريكية مقارنة برأيهم حول الصين، والمرجح أن السبب في هذا هو تقوية العلاقات بين واشنطن والرباط خلال السنوات الأخيرة، وبلغ هذا التقارب ذروته في اعتراف أمريكا بالسيادة المغربية على الصحراء وهي قضية استراتيجية مهمة للغاية للمواطنين المغاربة.
ولاحظ التقرير أن الشباب في المغرب هم الأكثر تفضيلا للولايات المتحدة الأمريكية مقارنة بمن يبلغون 30 عاما فأكثر، بنسبة 77 في المائة مقابل 66 في المائة، في الوقت نفسه فإن الشباب، وبنسبة 64 في المائة والأكبر سنا، بنسبة 67 في المائة، يحملون نفس القدر تقريبا من التفضيل للصين، وقد يكون هذا، حسب تفسير الوثيقة، لأن الشباب أكثر اتصالا بالثقافة الأمريكية مقارنة بالثقافة الصينية.
أما بخصوص تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ورغم ارتباط الأمر بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أواخر سنة 2020، فإنه لا يلقى قبولا من طرف المغاربة، يرفضه 64 في المائة منهم بدرجتين متفاوتتين، حيث قال 34 في المائة إنهم يرفضونه بشدة، مقابل 30 في المائة قالوا إنهم يعارضونه، في حين أعرب 23 في المائة عن تأييدهم له، و8 في المائة عن دعمه للأمر بشدة.
لكن الاستطلاع كشف أيضا عن تعاظم مخاوف المغاربة بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة المغاربية، وقال التقرير إن الكثير من المغاربة يتهمون إيران بالتدخل في الشأن المغربي عن طريق تقديم الدعم لجبهة “البوليساريو”، ووضع المستجوبون إسرائيل وإيران جنبا إلى جنب في تصنيف أكثر التهديدات التي تشكل خطرا على الأمن الوطني.
وصنّف المغاربة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في صدارة تلك التهديدات بنسبة 57 في المائة، يليها برنامج إيران النووي بنسبة 52 في المائة، أما ثالث الأخطار التي تهدد الأمن الوطني حسب المستجوبين فهي نفوذ إيران في المنطقة بنسبة 41 في المائة، ثم تطور القوة الاقتصادية الأمريكية بـ22 في المائة، فتطور القوة الاقتصادية للصين بـ21 في المائة، وأخيرا النفوذ السياسي للمملكة العربية السعودية بـ11 في المائة.
ويفسر ذلك غياب إسرائيل وإيران عن قائمة الدول التي يثق فيها المغاربة بخصوص العلاقات الدولية، حيث تصدرت تركيا القائمة بـ76 في المائة ثم السعودية بـ70 في المائة، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بـ96 في المائة، فالمملكة المتحدة بـ68 في المائة، متقدمة على فرنسا التي حصلت على 64 في المائة من ثقة المغاربة، مثلها مثل الصين، مقابل 38 في المائة لروسيا، كما أبان التقرير أن المغاربة يفضلون المجموعة الإقليمية التي تضم السعودية والإمارات، وتلك التي تقودها تركيا وقطر، في حين لا يثقون في إيران وحلفائها.
11/01/2023