حمزة المتيوي :
هاجم زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، مجددا، بسبب إعلان دعم حكومة مدريد لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وذلك خلال المؤتمر السادس عشر للجبهة الذي احتضنته مخيمات تندوف بالجزائر، والتي رفض الحزب الاشتراكي الإسباني المشاركة فيها رغم تلقي دعوة بذلك.
وفي ظل غياب ممثلين عن حزب رئيس الوزراء الإسباني، عاد غالي لمهاجمة قرار الحكومة الإسبانية المُضمن في رسالة من سانشيز للملك محمد السادس بتاريخ 18 مارس 2022، معتبرا أنه “قرار غير قانوني داعم للاحتلال المغربي للصحراء الغربية” على حد تعبيره، مضيفا أن “الشعب الصحراوي لن يتنازل عن حقه في النضال مهما حدث”.
وبدا أثر غياب الحزب الإسباني الحاكم واضحا، حيث كان يفترض أن يلقي زعيم الجبهة الانفصالية خطابا آخر باللغة الإسبانية، لكنه في نهاية المطاف انتهى بالترحيب بحرارة بالمنظمات القادمة من دول أمريكا اللاتينية والتي تساند الطرح الانفصالي، شاكرا إياها على مساندتها لما وصف “نضال الصحراويين”، مرددا “يعيش كفاح الشعوب”.
وفي مقابل ذلك، ذَكّرت وسائل إعلام إسبانية غالي بـ”فضل” إسبانيا عليه، حيث استقبلته من أجل علاجه، في إشارة إلى إصابته بكورونا سنة 2021، والتي استدعت نقله من الجزائر إلى إسبانيا بعد تدهور وضعه الصحي، وهي الخطوة التي أدت إلى أزمة دبلوماسية هي الأسوأ من نوعها بين الرباط ومدريد منذ ما يقارب عقدين من الزمن.
وقالت صحيفة “لاراثون” الإسبانية إن غالي “استغل” المؤتمر السادس عشر للجبهة الانفصالية لمهاجمة سانشيز، وأضافت أنه “لم يذكر المساعدة السخية التي قدمتها له الحكومة لعلاجه من كوفي 19″، مبرزة أن سانشيز نفسه كان رئيسا للحكومة حينها، وهي الخطوة التي كانت نسقتها وزير خارجيته السابقة أرانتشا غونزاليس لايا، مع نظيره الجزائري السابق، صبري بوقدوم.
وفي أبريل من سنة 2021، حطت بالقاعدة العسكرية في سرقسطة طائرة جزائرية تحمل إبراهيم غالي، والذي زعم حينها أنه دبلوماسي جزائري يدعى “محمد بن بطوش”، مستعينا بجواز سفر جزائري مزور من أجل تفادي اعتقاله وتسليمه للقضاء على خلفية شكايات بالتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد صحراويين بمخيمات تندوف، واستُعمل الجواز في دخوله إلى مستشفى “سان بيدرو” بمدينة لوغرونيو.
وكانت صحيفة “إل بوبليكو” الإسبانية، قد أكدت أن الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقود الحكومة في إسبانيا، والتي يقوده سانشيز، تلقى دعوة لحضور المؤتمر السادس عشر للجبهة المقرر يوم 13 يناير 2023، غير أنه رفض المشاركة، مبرزا أن الأمر يرتبط بالعلاقات بين الطرفين التي “لا تمر في أفضل حالاتها”، علما أن “البوليساريو” كانت قد أعلنت القطيعة مع إسبانيا في وقت سابق.
14/01/2023