حمزة المتيوي :
صوت أعضاء الحزب الاشتراكي العمالي، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ضد قرار غير ملزم صادر عن البرلمان الأوروبي يتعلق بحرية الصحافة وحقوق الإنسان بالمغرب، بالإضافة إلى ربط المملكة بالقضية المعروفة بـ”قطر غيت”، حيث اتخذت مدريد هذا القرار بعد تحذيرات من الرباط تتعلق بمصير الاجتماع رفيع المستوى المقرر بداية شهر فبراير المقبل.
وأبلغت الحكومة المغربية نظيرتها الإسبانية بأنها لن تتقبل تصويت النواب الإسبان مع القرار الذي تبنته المؤسسة التشريعية الأوروبية أول أمس الخميس، وفق ما أكده موقع the objective. وقال المصدر نفسه، نقلا عن “مصادر دبلوماسية إسبانية”، إن وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اتصل بنظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريس، ليخبره بأن التصويت لصالح القرار سيُعتبر لدى الرباط عملا سلبيا من شأنه أن يؤثر على القمة المقررة خلال أسبوعين.
وتفادى مكتب الإعلام الدبلوماسي بوزارة الخارجية الإسبانية تأكيد المحادثة الهاتفية بين بوريطة وألباريس، على اعتبار أنه لا يتم الإعلان بالضرورة عن كل الاتصالات التي يجريها الوزير، ولا الكشف عن كامل محتواها، بسبب السرية التي يتطلبها العمل الدبلوماسي.
ووفق الصحيفة فإن مدريد تخشى من أن يتم تأجيل الاجتماع المقرر بالعاصمة المغربية والذي عُقد لآخر مرة سنة 2015، علما أنه تأخر أكثر من 3 سنوات عن موعده، حيث كان مقررا بداية سنة 2020، وأجل بسبب جائحة كورونا، ثم بسبب الأزمة الدبلوماسية التي تلت استقبال إسبانيا لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي، والذي دخلها بواسطة جواز سفر جزائري يحمل هوية مزيفة.
ويتوفر الحزب الاشتراكي العمالي الذي يقود الحكومة الإسبانية على 17 عضوا في البرلمان الأوروبي، كلهم صوتوا ضد القرار ليشكلوا أغلبية المصوتين بالرفض البالغ عددهم 32 نائبا، في حين صوت لصالحه 356 عضوا مقابل امتناع 42 عن التصويت.
وأمس الجمعة دافع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن قرار حزبه التصويت ضد المقترح البرلماني الأوروبي، وصرح، بصفته أمينا عاما للحزب، أن أعضاءه لم يكونوا يتقاسمون القناعات نفسها مع باقي النواب بخصوص مجموعة من عناصر القرار، موردا أنها ليست المرة الأولى التي يصوت فيها النواب الاشتراكيون الإسبان ضد أحد مشاريع القرارات.
وتحدث سانشيز عن متانة العلاقات المغربية الإسبانية، مذكرا بالاجتماع رفيع المستوى الذي تُعد له حكومتا المملكتين، والذي ستحتضنه الرباط يومي 1 و2 فبراير 2023، قائلا إنه يعتبره شديد الأهمية بالنسبة لمستقبل التعاون بين البلدين في عدة مجالات، علما أنه يُنتظر أن يحظى سانشيز باستقبال من طرف الملك محمد السادس، سيكون هو الثاني في أقل من سنة.
21/01/2023