تصدر اسم المغرب عناوين العديد من التقارير الإعلامية الدولية في الأيام الأخيرة، كأول بلد إفريقي يُقدم مساعدات لأوكرانيا في حربها ضد الاجتياح الروسي، حيث سلّمت الرباط عدد من الدبابات العسكرية لكييف، استجابة لنداء الأخيرة التي طالبت بأعداد كبيرة من الدبابات لمواجهة القوات العسكرية الروسية في المواجهات الميدانية.
وبالرغم من أن الرباط لم تُعلن رسميا عن تقديم أي مساعدات من هذا القبيل، إلا أن العديد من التقارير الإعلامية الأوكرانية، أكدت توصل الجيش الأوكراني بـ 20 وحدة من دبابات T-72B المملوكة للجيش المغربي، التي كانت تخضع للصيانة في دولة التشيك، وذلك في إطار صفقة مع الولايات المتحدة، تقضي بتنازل المغرب عن دباباته لصالح كييف مقابل الاستفادة من آليات عسكرية أكثر تطورا من واشنطن في وقت لاحق.
وتأتي هذه المساعدة من المغرب، في الوقت الذي رفضت فيه الرباط إدانة موسكو على اجتياحها لأوكرانيا، كما رفضت التصويت على قرارات دولية تستهدف روسيا بعقوبات اقتصادية، كما أن المغرب لم ينخرط أيضا ضمن البلدان التي قررت إغلاق أجوائها في وجه الطائرات الروسية كرد فعل مضاد لموسكو على حربها في أوكرانيا.
وذكرت تقارير إعلامية دولية في مارس الماضي، إن الطائرات الروسية تتجاوز قرار إغلاق الأجواء في أوروبا أمامها، باتخاذ ممرات جوية جديدة، ومن بين هذه الممرات، العبور عبر الأجواء المغربية نحو بلدان أمريكا اللاتينية، حيث لم يفرض المغرب أي قرار ضد روسيا في هذا المجال، كما أنه يوجد اتفاق ثنائي بين موسكو والرباط بهذا الخصوص تم توقيعه في سنة 2016 خلال زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويحدد هذا الاتفاق، الذي وقعه أنذاك وزير التجهيز والنقل واللوجستيك السابق عزيز الرباح، ووزيرة النقل الروسية ماكسيم سوكولوف، الحقوق التي ستمنح من قبل الطرفين المتعاقدين، وخاصة الحق المتعلق بالهبوط بإقليم الطرف الآخر عند استغلال الطرق المحددة في ملحق هذا الاتفاق لغرض إركاب وإنزال الركاب والبضائع والبريد المنقولين بطريقة منفصلة أو مجتمعة على الخطوط المحددة في جدول الطرق من أو إلى النقاط المتواجدة على إقليم الطرف المتعاقد الآخر.
وترتكز الشركات الروسية المتخصصة في النقل الجوي على هذا الاتفاق، لدخول الأجواء المغربية ونزول الطائرات الروسية بالمطارات المغربية في الوقت الراهن، لتجاوز المنع الغربي الذي يقف في وجهها في العديد من المسارات الجوية.
كما أن حركة الصادرات والواردات بين البلدين لازالت مستمرة بالرغم من العقوبات الغربية على روسيا، حيث أصبح المغرب في السنتين الأخيرتين من أكثر البلدان المصدرة للمنتوجات الفلاحية إلى روسيا، وتوجد رغبة قوية لدى الطرفين لتعزيز العلاقات التجارية في السنوات المقبلة.
ويتضح من خلال دعم المغرب لعلاقاته مع روسيا، وبالمقابل دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا بأليات عسكرية، أن الرباط تمارس “لعبة التوازنات” في علاقاتها مع البلدين، بهدف الحفاظ على الطرفين دون خسارة أحدهما على حساب الآخر، خاصة أن المغرب يسعى لزيادة الزخم لقضاياه الأساسية، مثل قضية الصحراء، إذ يهدف لاستقطاب مدعمين دوليين جدد لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء.
متابعة :
26/01/2023