ضعف المجلس الجماعي للناظور وعدم قدرته على تحقيق نهضة أحيائه الهامشية ، أصبح ظاهرة عامة تفشت في الآونة الأخيرة، وكان وقودها: المصالح الشخصية والغياب التام للتأطير من الجهات التي زكت منتخبيها، وأيضا الغياب الكامل لاستراتيجيات التسيير الإداري والتقني بنكهة سياسية.. ويتساوى في هذا الأمر الفريق الحاكم الذي يقوده سليمان أزواغ والفريق المعارض الذي يسير دون إتجاه وبلا رأس مدبر ، فلا الحاكمون ضابطون لقواعد الحكم وإكراهاته ، ولا المعارضون متفهمون لأدوارهم التي تكاد تكون أجسم من مهام زملائهم، فهم حراس على التسيير يقومونه كلما حاد عن النهج القويم، بمقارعة الرأي بالرأي، والمشروع بالمشروع، والاقتراح بالاقتراح، وهم بذلك يكونون في وضع الأساتذة المصححين لأخطاء “طلابهم”، وفي هذا الصدد قال عضو سابق بجماعة الناظور، افتقدنا مثل هؤلاء المسيرين منذ تسعينات القرن الماضي، عندما كانت المعارضة قوة اقتراحية وتوجيهية وضبطية، ومدرسة للفئة الحاكمة التي كثيرا ما تكون في مشوار بداية عملها الجماعي، وصفحتها بيضاء عند الناخبين، بخلاف تجارب المعارضة حاليا والتي لن تكون كذلك إلا إذا مارست الحكم واحترقت بتدبيره، فنزلت إلى “شرف” المعارضة لترميم أفكارها، لمجابهة الحاكمين الجدد مستغلة في ذلك اطلاعها على الملفات والخبايا ، فالمجلس القوي المعطاء ( يضيف التحدث ) يستمد تلك القوة من معارضته، التي تكون أقوى، والمجلس الضعيف يكون ضعيفا، ليس من حكامه وإنما من مرض معارضته من الغيابات ، بسبب عدم حصولها على الامتيازات والمناصب والأسفار والتوظيفات حتى صارت جزء من المدعوين لوليمة “الوزيعة”.. هذه الوزيعة التي قتلت السياسة في الناظور وفتكت بالسياسيين، فتركيبة المجلس الجماعي الحالي ( يقول المتحدث ) يعاني من جرثومة خبيثة التي نخرت وشوهت العمل السياسي وقد حل محله باسم “التوافق والتراضي”: العمل الارتجالي والعشوائي والنفعي والعمل بسياسة “اعطيني نعطيك”، فلا بد إذن من التقيد بقاعدة “المعارضة مناضلة بدون أي امتياز”، فهي الموكول لها فضح الريع والفساد وسوء التسيير والتدبير، وعندما تكون مشاركة ولو بمنصب واحد ومستفيدة من أي امتياز، فهي “خائنة” لواجبها السياسي، واسألوا ساكنة الناظور عن موقفهم من معارضة مجلس اليوم.
21/02/2023kawalisrif@hotmail.com
مقالات ذات الصلة
12 ديسمبر 2024
فيديو : جماعة إيساكن بإقليم الحسيمة والمناطق المحيطة تشهد هطول أمطار وثلوج قوية وحرارة دون الصفر
12 ديسمبر 2024
بدء محاكمة أكبر بارون للشيكات الفارغة المعتقل بسجن بوركايز بفاس بعد إحتياله على العشرات من تجار الذهب
12 ديسمبر 2024