بديع الحمداني:
حققت المملكة المغربية تقدما مهما في مؤشر التصنيع الإفريقي الذي يصدره بنك إفريقيا للتنمية (AfDB)، حيث احتل المرتبة الثانية على صعيد القارة وفق آخر المراجعات المتعلقة بسنة 2022، خلف دولة جنوب إفريقيا التي حافظت على مرتبتها الأولى.
وتمكن المغرب من إحراز تقدم مضطرد منذ سنة 2010، بالرغم من بعض التراجع في سنة 2021 بسبب تداعيات وباء كورونا، حيث يصفه البنك الإفريقي في تقريره بأن المغرب “أحد أقوى الاقتصادات الصناعية في إفريقيا، حيث سجل تحسنا مطردا في جميع أبعاد المؤشر منذ عام 2010”.
ويضيف التقرير بأن الحكومة المغربية أعطت “الأولوية للتنمية الصناعية، وبالخصوص قطاع السيارات”، مشيرا إلى أنه بين سنة 2015 و سنة 2018، “ارتفعت حصة المغرب من إجمالي القيمة المضافة للتصنيع في إفريقيا من 1,7 بالمائة إلى 7,6 بالمائة.”
ويُعتبر المغرب من البلدان الإفريقية التي شهدت تقدما مهما في مجال تصدير العديد من المنتوجات المصنعة، مثل السيارات والمعدات المتعلقة بتوزيع الكهرباء، إضافة إلى الأسمدة والملابس، موجها صادراته نحو العديد من الأسواق العالمية في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل في قارة أمريكا اللاتينية.
وقد مكن الأداء القوي للصادرات البلاد من أن يُصبح المغرب ثاني أكبر مصدر للسلع المصنعة في القارة، بعد جنوب أفريقيا. ويمثل المغرب الآن 21,2 بالمئة من صادرات الصناعات التحويلية في أفريقيا، متقدما بفارق كبير على منافسيه المباشرين مثل تونس ومصر.
وبخصوص شمال إفريقيا، فإن المغرب يحتل المرتبة الأولى في مؤشر التصنيع الإفريقي، متجاوزا مصر صاحبة المرتبة الثانية ثم تونس في المرتبة الثالثة، بينما تحل الجزائر في المرتبة الرابعة، متبوعة بموريتانيا في المرتبة الخامسة.
وعلى صعيد القارة ضمن قائمة الدول العشرة الأكثر قوة في مجال التصنيع، فإن المرتبة الثالثة بعد جنوب إفريقيا والمغرب تذهب في هذا المؤشر إلى مصر، ثم تونس في المرتبة الرابعة، ودولة موريشيوس صاحبة المرتبة الخامسة، متبوعة بإسواتيني في المرتبة السادسة، ثم السينغال في المرتبة السابعة، بينما المرتبة الثامنة حلت فيها نيجيريا، في حين المرتبتين التاسعة والعاشرة تذهبان على التوالي إلى كل من كينيا وناميبيا.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب قطع أشواطا جد متقدمة في مجال صناعة السيارات، كما أنه بدأ خطوات مهمة في مجال صناعة الطيران، حيث شرع في استقطاب الشركات المتخصصة في هذا المجال للاستقرار في البلاد لتعزيز هذا القطاع مثلما حدث مع قطاع السيارات في السنوات الأخيرة.
09/03/2023