قالت صحيفة ABC الإسبانية، إن الأزمة بين الجزائر ومدريد ستُقفل غدا السبت، عاما كاما، ولازالت متواصلة دون وجود أي إشارات على قرب انتهائها، مشيرة إلى أن هذه الأزمة يرجع أصلها إلى الموقف الإسباني الذي أعلن عنه سانشيز بخصوص الصحراء المغربية وإعلان دعمه لمقترح الحكم الذاتي في رسالة وجهها للعاهل المغربي في 14 مارس 2022.
وحسب ذات المصدر، فإن أول قرار اتخذته الجزائر عقب إعلان مدريد دعمها للمغرب في قضية الصحراء، هو سحب سفيرها من مدريد في 17 مارس للتشاور، ثم علقت على القرار الإسباني بأنه قرار “غير مبرر”، ليكون ذلك بداية شرارة لأزمة ديبلوماسية لازالت مستمرة إلى غاية الآن.
وأضافت صحيفة ABC، إن الجزائر لم تكتف بقرار سحب السفير، بل أتبعت هذا القرار في شهر يونيو الموالي، بتعليق معاهدة الصداقة والتعاون مع إسبانيا، وإيقاف المعاملات التجارية بين البلدين، واقتصرت العلاقات على تعاون أمني منخفض واستمرار امداد الجزائر إسبانيا بالغاز في ظل وجود اتفاق موقع قبل حدوث الأزمة الديبلوماسية.
وأشارت ذات الصحيفة، إن هذه القرارات كانت لها تبعات اقتصادية بالدرجة الأولى، حيث تراجعت واردات الجزائر من إسبانيا بأكثر من 90 بالمائة، وتقلصت المعاملات التجارية بشكل كبير، وهو الوضع الذي لازال مستمرا، بالرغم من أن الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل الذي حل بالجزائر مؤخرا حاول اقناع الجزائر بالعودة إلى استئناف العلاقات التجارية مع مدريد .
ونقلت الصحيفة الإسبانية عن مصادر ديبلوماسية جزائرية قولها إن الجزائر لن تتراجع عن مواقفها تُجاه مدريد في حالة إذا لم تقم الحكومة الإسبانية بالتراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، وأشارت إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صرح بهذا أكثر من مرة في لقاءاته الإعلامية الأخيرة.
وفي ظل هذا الوضع، فإن الأزمة الديبلوماسية القائمة بين الجزائر ومدريد لا توجد أي مؤشرات عن قرب تجاوزها من طرف البلدين، خاصة أن حكومة سانشيز قطعت أشواطا مهمة في تمتين علاقاتها مع المغرب بناء على موقفها الجديد من الصحراء المغربية، في الوقت الذي تُصر فيه الجزائر على ربط استئناف علاقاتها مع إسبانيا بتراجع الأخيرة عن موقفها الداعم للمغرب، وفق الصحيفة الإسبانية.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن العديد من التقارير الإعلامية الإسبانية في الشهور الماضية، أشارت إلى أن مدريد توقفت منذ شهور على القيام بمساعي لحل الأزمة مع الجزائر، في ظل استمرار الأخيرة على موقفها المتعنت، علما أن إسبانيا سبق أن طالبت الجزائر بعدم التدخل في شؤونها الخارجية.
وتزامنا مع توقف محاولات إسبانيا لرأب الصدع مع الجزائر، سرّعت حكومة سانشيز من وتيرة تمتين العلاقات مع الرباط والتأسيس لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، وهي المجهودات التي تهدف أيضا التخفيف من تأثيرات الأزمة مع الجزائر، وقد دعت في هذا السياق الشركات الإسبانية العاملة في الجزائر بتغيير الوجهة نحو بلدان أخرى، من بينها المغرب.
كواليس الريف: متابعة
18/03/2023