بدأت الأزمة الدبلوماسية الصامتة بين فرنسا والمغرب تخرج إلى العلن لدى العديد من الفاعليين السياسيين الفرنسيين، على رأسهم الرئيس الفرنسي السابق، فرنسوا هولاند، كما انتقد عضو البرلمان الأوروبي عن حزب التجمع الوطني الفرنسي، تييري مارياني، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نجح في تعكير صفو العلاقات بين فرنسا والمغرب.
وقال مارياني في تغريدة على حسابه بموقع “توتير”: “هو حقا موهوب!، سيكون ماكرون قد نجح في إرباكنا مع المغرب، شريكنا الأكثر إخلاصًا في المغرب العربي، بسبب هوسه بتقارب غير محتمل مع الجزائر”، مضيفا “وبعد ذلك نتفاجأ من أن دولًا أخرى تحل محلنا في إفريقيا”.
تعليق البرلماني الفرنسي الأوروبي مارياني، جاء تفاعلا مع ما نشره موقع أفريكا إنتليجنس المقرب من الاستخبارات الفرنسية من أن الرباط جمدت علاقاتها مع باريس.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي السابق، فرنسوا هولاند، إن علاقات باريس والرباط دخلت مرحلة معقدة من الأزمة وتمر بفترة ليست بخير، مشيرا إلى أن الأزمة لن تُحل خارج مبادرة فرنسية واضحة تذيب الخلاف القائم بغرض تحسين العلاقات.
وأضاف هولاند الذي ظهر في شريك فيديو تناقلته صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تبادل أطراف الحديث مع شباب مغاربة، سألوه عن موقفه من الأزمة الفرنسية المغرببة، مؤكدا في رده أن العلاقات تمر بمرحلة حرجة وليست على ما يرام، قائلا: “آملا في أن تتحسن بمبادرات ملموسة”.
وتحدث فرنسوا هولاند، أن على باريس أن تبادر لحل الخلاف مع المغرب، باعتبارها هي من أوقفت منح التأشيرات للمغاربة، وبالتالي ففرنسا مطالبة بتفعيل الخطوة الأولى إذا ما أرادت طي الخلاف مع الرباط.
في الإطار ذاته، كشف “موقع أفريكا أنتلجنس”، المقرب من الاستخبارات الفرنسية، أن المغرب صعد من لهجته ضد باريس، وجمد علاقاته تماماً مع فرنسا، وذلك في سياق تنامي التوتر بين البلدين، على خلفية رفض الرباط الموقف الضبابي لشريكه التقليدي تجاه ملف الصحراء المغربية، وكذلك تحميل المغرب فرنسا مسؤولية قرار البرلمان الاوروبي القاضي بإدانته حقوقيا.
وقال المصدر نفسه إن المملكة المغربية أصدرت تعليمات لمسؤوليها، تفيد عدم استقبال السفير الفرنسي في البلاد كريستوف لوكورتييه، الذي يعتبر شخصية مقرّبة من دائرة الرئيس إيمانويل ماكرون، إذ تمتد ولايته الثانية إلى 2027.
وتسعى فرنسا من خلال تعيين لوكورتييه إلى تذويب الخلافات بين البلدين وإعادة إحياء التعاون الاقتصادي، خاصة وأن المغرب صار لاعبا أساسيا في القارة السمراء، توج بالترشح المشترك مع البرتغال وإسبانيا.
وفي وقت سابق نفت باريس أي توتر للعلاقات مع المغرب، في حين رد مسؤول مغربي، عبر تصريح نقلته مجلة “جون أفريك” أن العلاقات بين المغرب وفرنسا “ليست ودية ولا جيدة”، وذلك ردا على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب خطابه المكرس للعلاقات بين فرنسا وأفريقيا، في 27 فبراير في قصر الإليزيه، والتي شدد خلالها على أن العلاقات مع الملك محمد السادس كانت “ودية” و”ستبقى كذلك”.
كواليس الريف: متابعة
24/03/2023