الصيدلاني هو الشخص المختص في علم الأدوية. ويتمثل دوره الأساسي في صنع وتخزين وصرف الأدوية ومراجعة الجرعات والطرق الصحيحة لاستخدامها وتبيين المضاعفات والآثار الجانبية للعقاقير، وهذا ما يجعله فاعلا أساسيا في المنظومة الصحية، بل عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه لضمان الأمن الدوائي والاستعمال الآمن والفعال للأدوية.
وتعتبر الصيدلة من التخصصات و الدراسات الصعبة جدا، وتتكون مقرراتها من العديد من المواد العلمية المهمة مثل علم السموم، علم العقاقير، علم الجراثيم والفيروسات، علم أمراض المناعة، علم الوراثة، علم الأحياء، علم التشريح، علم النباتات، علم الأعشاب الطبية، علم أمراض الدم، علم البروماتولوحيا، الكيمياء العامة، الكمياء التحليلية، الكمياء العضوية، الكمياء الحيوية السريرية، علم الفسيولوجيا، علم النفس، علوم الفيزياء، علوم الرياضيات، الأخلاق الصيدلانية،
وغيرها من العلوم الدقيقة. وتتطلب تكوينا نظريا وتطبيقيا لمدة ست سنوات. كما تتطلب، طيلة السنوات التي يزاول فيها الصيدلاني مهنته، تكوينا مستمرا في مجال الأدوية والصحة بصفة عامة.
وأتمنى أن يغتنم الزملاء الصيادلة فرصة الحديث عن الإضراب والمطالب المشروعة والمشاكل التي يعانون منها، للتعريف بمهنة وأدوار الصيدلاني والخدمات العديدة والمتعددة التي يقدمها للمرضى والمواطنين بصفة عامة.
كما يجب علينا تذكير الجميع بأن مهنة الصيدلة ليست مهنة تجارية، بل مهنة صحية واجتماعية وإنسانية بالدرجة الأولى، حيث يقوم الصيدلاني بتزويد المواطنين وأفراد المجتمع بالإرشادات والمعلومات المتعلقة بالأدوية والأمراض والكثير من النصائح التي تساعدهم على الحفاظ على صحة الجسم، مثل الرياضة والتغذية السليمة والمتوازنة، والحفاظ على قدرات العقل بالقراءة وبعض الألعاب التي تحفز الذاكرة وتنشطها مثل الكلمات المتقاطعة والشطرنج. كما يساهم الصيدلاني بشكل كبير في التثقيف والتوعية الصحية، وتذكير المواطنين بالأضرار الناتجة عن المخدرات والتدخين وسوء أو الإفراط في استهلاك بعض المواد مثل الأعشاب وبعض المواد الغذائية. ويقدم الصيدلاني هذه الإرشادات والنصائح وجميع المعلومات، التي يتوفر عليها من خلال دراسته وتكوينه، بصفة مجانية وبدون أي مقابل مادي، وذلك أثناء الاستقبال والتواصل المباشر مع المواطنين داخل الصيدلية أو من خلال الاستسارة والاتصالات التي يتلقاها عبر الهاتف أو عبر بعض وسائل التواصل الإلكتروني.
ونظرا لصعوبة هذه المهنة والأدوار التي يقوم بها الصيدلاني في المنظومة الصحية والاجتماعية، وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، أعتقد أن من من حقه ومن واجبه أن يشارك في بلورة السياسات والبرامج الصحية والدوائية ومن حقه أيضا أن يحظى بعيش كريم و بتشجيع من طرف الدولة حفاظا على الأمن الدوائي وجودة الخدمات الصيدلية وصحة المواطنين.
د. نورالدين البركاني
صيدلاني خريج جامعة بروكسيل ULB 1983