لازال الرئيس الجزائري تبون، يقع في العديد من التناقضات في تصريحاته وخرجاته الإعلامية التي يقوم بها كل شهر أو شهرين، وهي الخرجات التي لابدا أن يحضر فيها المغرب كأحد القضايا الأساسية التي يُناقشها تبون مع المنابر الإعلامية التي يستدعيها هو بنفسه لإجراء الحوارات معها.
وسجّل ملاحظون تناقضات عديدة في تصريحات تبون في حواره الأخير مع قناة الجزيرة، وأبرز تناقض هو مواصلته لـ”التحرش” بالمملكة المغربية وتوجيه الاتهامات العدائية للرباط، بالرغم من أنه سبق أن صرح بأن نظامه قرّر قطع العلاقات مع المغرب منذ سنتين من أجل تفادي أي مواجهة عسكرية بين البلدين.
تصريح تبون السابقة بأن قطع العلاقات مع الرباط بشكل كامل لتفادي أي عداوة تؤدي إلى حرب، تفترض، وفق العديد من المتابعين، أن يلتزم هذا النظام ورئيسه الصمت وتفادي ما يثير العداوة والبغضاء مع الجار المغربي، على غرار ما فعلت -وتفعل- الرباط حاليا، ومثلما سبق أن فعلت الجزائر أيضا في فترة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
لكن المُلاحظ وفق ما يرى الكثير من المتابعين للعلاقات بين البلدين، أن الجزائر منذ أن قررت قطع العلاقات مع المملكة المغربية، زادت خرجات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وزادت معها اتهاماته التي لا تنتهي للمملكة المغربية، وآخر هذه الاتهامات، هي ما جاء على لسان تبون خلال لقاءه الحواري مع الجزيرة منذ أيام، حيث اتهم المغرب بالوقوف وراء تأسيس جماعة إرهابية في مالي ثم قيام هذه الجماعة باختطاف 8 ديبلوماسيين جزائريين في 2012 ومقتل اثنين منهما فيما بعد.
وبالرغم من هذا الاتهام العدائي “الخطير” الموجه للرباط من طرف الرئيس الجزائري الذي لم يقدم في حواره أي شيء يدل على تورط المغرب فيما قال، إلا أن المملكة المغربية تجاهلت بشكل تام وكامل ما صرح به تبون، في خطوة تحمل في طياتها إشارات على أن الرباط لم تعد تعير اهتماما لما يقوله الرئيس الجزائري، خاصة أنها تصريحات أصبحت عبارة عن أسطوانة مكررة هدفها الرئيسي تصوير المغرب على أنه “جار السوء”.
وليست هذه المرة الأولى التي تتجاهل فيها الرباط اتهامات الرئيس الجزائري، بل قررت نهج هذه السياسة منذ فترة ليست بالقصيرة، مما يجعل المملكة المغربية هي التي تلعب الآن صوت الحكمة ودور اطفاء العداوة لتفادي وقوع مواجهة عسكرية مع الجزائر، وليس الجارة الشرقية التي ادعى رئيسها أن قطع العلاقات مع المغرب كان بهدف تجنب مواجهة عسكرية، في حين أن تبون لا يتوقف عن إشعال “الفتنة” بين البلدين بتصريحاته الـ”شبه شهرية” المعادية للمغرب.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزيرة سبق منذ أسابيع أن نشرت مقاطع حوارية أخرى للرئيس الجزائري، حيث تحدث عن المغرب بشكل موسع ، حيث اعتبر أن العلاقات مع الرباط وصلت إلى نقطة اللاعوة، وكرّر كلامه بشأن قضية الصحراء التي اعتبرها “قضية تصفية استعمار”، وتحدث عن العلاقات المقطوعة بين البلدين وغيرها من الخلافات، إلا أن كل هذا لم يخلف أي صدى لدى الرباط التي تجاهلت الحوار بشكل تام.
كواليس الريف : متابعة
11/04/2023