القرار االغير المدروس العواقب الذي إتخذته الجزائر والقاضي بغلق حدودها ومعاملاتها ووقف تصدير غازها إلى المغرب، قد أسهم بشكل كبير في توطيد العلاقات المغربية الإسبانية وزيادة منسوب الثقة المتبادلة خاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، بحيث تحوّلت مدريد في ظرف سنة واحدة إلى المورد الرئيسي للغاز صوب الرباط بارتفاع لامس 1200 في المائة.
وتمكّنت إسبانيا، من رفع حجم صادراتها من الطاقة صوب المغرب في الاثني عشر شهرًا الماضية بشكل “ضخم وغير مسبوق”، وهو ما يعكس “الثقة الكبيرة التي تضعها الرباط في مدريد كمورد للغاز” بحسب ما أوردته صحيفة “أتالايار” الإسبانية، والتي أكدت أن العلاقة التجارية بين البلدين تتقوى بصفة يومية بفضل علاقة الصداقة القوية والقائمة على الثقة والاحترام المتبادل ما يسمح للمملكتين باستغلال الموارد الطاقوية القصوى والمساهمة في التنمية الاقتصادية.
ووفق المصدر ذاته، فإن عقاب الجزائر للمغرب، كان عكسيا، لما له من تأثير إيجابي كبير في المنطقة، بما فيها على إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، على اعتبار أن أنبوب الغاز المغاربي، الذي تديره جزئيًا شركة ناتورجي الإسبانية، هو مصدر هام لتوفير الغاز، وبالتالي، “عندما قررت الجزائر تعليق توريد الغاز إلى المغرب، اضطرت إسبانيا للبحث عن مصادر توريد أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أدى إلى أن تعتمد إسبانيا الآن على دول أخرى لتلبية الطلب على الغاز من المملكة، تحت تهديد الجزائر بإلغاء عقدها”.
19/04/2023