منذ أن تم تعيينه على رأس إدارة الجمارك ، منذ 6 أشهر ، سن عبد اللطيف العمراني سياسة تخليق الإدارة الجمركية ، والقضاء على مظاهر الفساد ، التي كانت مستشرية في مختلف نقط العبور ، وبدأ في القيام بجولات مكوكية عبر مختلف الموانئ البحرية والتجارية ، وكذلك مقرات الإدارات الجهوية ، وتم خلالها وبعد رصد العديد من المخالفات ، إعفاء العشرات من المسؤولين الجمركيين والضباط ، كما حصل بطنجة المتوسط، بعد زيارة مفاجئة قام بها المدير العام للجمارك للميناء ، قبل شهر رمضان، حيث رصد اختلالات حطيرة في طريقة تسيير مسؤول بميناء طنجة ، وتم كذلك إحالة أربعة مفتشين جمركيين آخرين على مستوى ذات الميناء، على المجلس التأديبي بقرار أداري، للتحقيق معهم واتخاذ المتعين.
عملية التطهير شملت كذلك ميناء الدار البيضاء، وتم خلالها توقيف وتأديب العديد من المسؤولين والمفتشين الجمركيين ، كما هو الحال بميناء الناظور، حيث قامت إدارة جمارك جهوية الشرق بتعليمات من المدير العام عبد اللطيف العمراني ، وبناءا على تقارير لجن مختصة، بحملة تنقيلات “تنظيفية”، في حق عدد من الموظفين، الذي حامت حولهم الشبهات في وقت أو في آخر .
وأمام الصرامة التي أظهرها القائد الجديد لإدارة الجمارك ، في القطع مع منابع وأركان الفساد بمختلف جهات المملكة ، وبعد أن وجد جميع الجمركيين، الذين كانوا يعملون خارج إطار القانون ، أنفسهم في مواجهة قرارات صارمة ومحسابات قد تنعكس على مستقبلهم المهني ، بعد أن راكموا ثروات بالملايير ، خرج إلى الوجود مؤخرا مجموعة عبر تطبيق “الواتساب” ينشط فيها جمارك من ميناء طنجة المتوسط، يناقشون أوضاعا مختلفة ، ويتفاخرون بينهم حول ما جنوه وكسبوه من ثروات وسيارات فاخرة ضمنها أنواع مختلفة ك ( الفيراري ) ودراجات نارية باهضة الثمن ، يتجاوز ثمن الواحدة منها مبلغ 150 مليون سنتيم ( من نوع بوب مارلي ) ، كل ذلك كسبوه من خلال تواطئهم في عمليات التهريب وعلى مر سنوات ، مع أصحاب الشاحنات الكبرى ، وكذلك إعفائهم للعديد من الموردين من تعشير سلعهم بمئات الملايين وغيرها من التجاوزات الخطيرة التي تنهك الإقتصاد المغربي .
حيث إتفق الحمركيون ، وفق مضمون الدردشات الصوتية بينهم في “الواتساب” ، والتي تسربت تسجيلاتها لجريدة “كواليس الريف” ، على إعتزال مظاهر الفساد ، والرجوع إلى الله ، وحج بيت الله الحرام بعد أسابيع قليلة ، لغسل ذنوبهم وطلب المغفرة .
27/04/2023