الذكرى الـ 111 لاستشهاد محمد أمزيان.. “مؤسس المقاومة المسلحة بالريف”
الشريف محمد أمزيان كان من القادة الرئيسيين في مقاومة المشروع الاستعماري الإمبريالي في شمال إفريقيا قبل وأثناء فترة الاحتلال الإسباني للمغرب. وُلد في سنة 1859 في منطقة الريف، تحديدًا في قبيلة أيث بويفرور بالقرب من أزغنغان. نشأ وترعرع في هذه المنطقة، وتلقى تعليمه الأولي في زاوية والده بأزغنغان حيث درس القرآن الكريم. بعد ذلك، أصبح تاجرًا يتاجر في الماشية والأبقار ويستوردها من الجزائر إلى الريف. كما كان يساعد أهل الريف أثناء عبورهم لوادي ملوية في اتجاه الجزائر أو عند العودة منها.
كان للشريف محمد أمزيان سمعة طيبة وأخلاق عالية في الأوساط الريفية، وحظي بتقدير واحترام السكان المحليين، مما دفعهم للانضمام إلى صفوف المقاومة تحت قيادته. تمكن من توحيد القبائل الريفية وتحويل الصراعات القبلية إلى صراع ضد الاحتلال.
بعد احتلال منطقة أزغنغان وبعض المناطق المجاورة من قبل الإسبان، قرر الشريف محمد أمزيان مقاومة الاستعمار الإسباني في الريف. خاض العديد من المعارك والمواجهات ضد الإسبان ونجح في استعادة مناطق سيطرتهم عليها. قاد العديد من المعارك المشهورة، مثل معركة إغزار نوشن ومعركة إجذياون، وحقق انتصارات كبيرة على الجيش الإسباني.
رغم قوة الجيش الإسباني، استطاع الشريف محمد أمزيان استعادة عدة مناطق في الريف التي كانت تحت الاحتلال الإسباني. في إحدى المرات، خرج الشريف محمد أمزيان برفقة مجموعة من المجاهدين إلى مسجد في إحدى المداشر المجاورة، ولكن الجواسيس الذين كانوا يراقبونهم أخبروا الجيش الإسباني عن مكان تواجدهم. عندما علم الشريف بالخيانة، قرر أن يواجه العدو وأصدقاؤه وألقى كلمة قائلاً: “كل من يرغب في الحياة فليتسلل تحت جناح الظلام، أما أنا فلا حاجة لي في الدنيا بعد هذا اليوم”. ثم خرج للقتال واستشهد في صباح يوم 15 مايو 1912. جثمانه نقل إلى مستشفى في مليلية، ثم تم تسليمه إلى عائلته ودفن في مقبرة جده بمدينة أزغنغان. بعد وفاته، تراجعت قوات المقاومة في الريف، لكن القاضي المجاهد عبد الكريم الخطابي وابنه محمد بن عبد الكريم الخطابي استلما راية المقاومة وطردا المستعمر الإسباني مرة أخرى من أراضي الريف.
عن عبد الله يعلى
باحث في تارخ الريف
بتصرف