وتستمر استراتيجية إسبانيا في التعامل مع الهجرة المغربية بشكل متناقض. على الرغم من أن الهجرة المغربية ضرورية للاقتصاد الإسباني وتساهم في تلبية احتياجات اليد العاملة، إلا أنها تعتبر أيضًا تحديًا سياسيًا وأمنيًا. تحاول إسبانيا السيطرة على تطور الهجرة المغربية عن طريق تنظيمها وتقليل أعداد المهاجرين المغاربة وتوجيههم إلى أنشطة اقتصادية معينة.
تهدف الدولة الإسبانية أيضًا إلى تقليل الروابط الثقافية والاجتماعية بين المغرب وجاليته في إسبانيا لمنع تشكيل “الطابور الخامس”، أي تكون الجالية المغربية في إسبانيا جالية قوية وتحافظ على صلاتها وروابطها مع المغرب وتؤثر في القرارات السياسية. وقد تعرض المغاربة المقيمون في إسبانيا للاتهامات بدعم الانفصال والتصويت للأحزاب القومية في الانتخابات.
تُظهر هذه الاستراتيجية الإسبانية للتعامل مع الهجرة المغربية استخدام العوامل الاقتصادية والسياسية للتحكم في تدفق المهاجرين وللحفاظ على السيطرة على العلاقات بين البلدين. على الرغم من التحسن الحالي في العلاقات المغربية الإسبانية، إلا أن هذه القضايا المتعلقة بالهجرة لا تزال تشكل تحديات وتأثيرات على العلاقات بين البلدين.
18/05/2023