kawalisrif@hotmail.com

ويستمر العبث … المرشحون الثلاثة في الإنتخابات التشريعية الجزئية المرتقبة بالدريوش ، والسلطة !!

تم التركيز خلال الحملة الانتخابية التي تشهدها دائرة الدريوش، لملء مقعدين برلمانيين في إطار انتخابات جزئية ، مقررة في 13 من يونيو الجاري ، والتي ستعاد للمرة الثالثة .

فكما لاحظ ذلك معظم المهتمين، على خطاب “محاربة الفساد والمفسدين”، حيث انبرى المترشحين الثلاثة، الأكثر حظوظا لكسب المقعدين ( الفتاحي ، الفضيلي ، وأشن ) خلال الحملة ببقاع إقليم الدريوش القاحل والغائب عن برامج التنمية، للتنديد بالمفسدين وتزكية أنفسهم باعتبارهم الأبطال المنقذين من هذه الآفة، وذلك بمن فيهم الذين عرفوا بضلوعهم في استعمال كل الطرق غير الشريفة للحصول على الأصوات واحتلال الإنتخابات التشريعية الجزئية الأخيرة ، التي شهدها الإقليم في 29 من شتنبر 2022 .

ويسود.بالدريوش منظور اختزالي عن الفساد والمفسدين، المتجسد في أغلب المترشحين في هذه الانتخابات باعتبارهم العقبة أمام تطور التجربة الديمقراطية بالإقليم ، واستعادة سكان المنطقة لثقتهم في المؤسسات، لكن الحقيقة أن المعضلة الكبرى لا تتمثل في وجود مرشحين مفسدين، ذلك أنه في إطار نسق سياسي نظيف يسهل كثيرا معاقبة أمثال هؤلاء وردعهم وإبعادهم عن العملية الانتخابية، بينما استمرار وجودهم رغم الإجماع الفولكلوري والبلاغي ضدّهم، يعني فقط وبوضوح استمرار الحاجة إليهم من طرف السلطة الإقليمية ، فسواء تعلق الأمر بالذين قاموا بتوزيع المال جهارا كما هو حال المرشح عن الأصالة والمعاصرة ، والمرشح عن الحركة الشعبية، وكذلك الشأن لمرشح الميزان ولو بنسبة أقل ، بدون خجل أو وجل، أو بالذين استعملوا عصابات من المنتخبين لإرشاء المواطنين عبر توزيع المؤن والمواد الغذائية وخرفان العيد ، ليعودوا بعد ذلك بنفس الوجوه في إطار حملة انتخابية لحزب سياسي يدّعي تبرأه من الفساد، أو تعلق الأمر بمن يحتجز المواطنين ويقوم بشحنهم كالبهائم من أجل التصويت عليه، أو بمن يستعمل المنحرفين وقطاع الطرق ، حيث تتعدّد أوجه الفساد وتتنوع بالإقليم ، وخلال كل إنتخابات ، ومنذ الإستقلال إلى الآن .

إن الفساد بإقليم الدريوش يتخذ طابعا أكثر خطورة عندما يصبح خاصية بنيوية للنسق الإنتخابي، فالسلطة الإقليمية بحاجة إلى المفسدين بكل الطرق، لأن ذلك ما يضمن حدا أدنى من الناخبين، إذ بدون الفساد والمفسدين ستكون نسبة المشاركة مهولة في تدنيها، مما سيجعل عملية الاقتراع أكثر عبثية، كما أن المنتخبين الفاسدين وهم الأغلبية الساحقة في مختلف جماعات الإقليم، يصبحون أكثر طواعية بالنسبة للسلطة، التي لم تكن في يوم ما مستعدة للتخلي عن تدبير الشأن المحلي لـ”ممثلي الشعب”، إلا في حدود مرسومة ومراقبة، تضمن الحفاظ على تراتبية الولاء وعلى مصالح الدوائر المستفيدة .

ذ : عبد السلام البارودي

05/06/2023

مقالات ذات الصلة

11 ديسمبر 2024

شهباز شريف يرد بقوة على دعوة العصيان المدني ويؤكد تحسن اقتصاد باكستان

11 ديسمبر 2024

ثور مصاب ب “جنون البقر” يثير فزع الناس داخل مجزرة ببركان ويهاجم كل من حوله بعنف شديد

11 ديسمبر 2024

مقتل وزير اللاجئين الأفغاني خليل الرحمن حقاني في انفجار داخل مقر وزارته

11 ديسمبر 2024

عائلة بشار الأسد تقيم سرا في قصر بلندن رغم مصادرته

11 ديسمبر 2024

زيادة رسوم معهد المحاماة في مصر و ضرب المثال بالمغرب

11 ديسمبر 2024

خطير : رئيس جهة الشرق السابق المعتقل يستخدم موظف بسجن عكاشة كناقل “للتعليمات والأخبار”

11 ديسمبر 2024

وزيرة الدفاع الإسبانية ترد على اتهامات “التجسس” ضد المغرب بحذر وحزم

11 ديسمبر 2024

ارتفاع الودائع البنكية بالمغرب بنسبة 7% في أكتوبر 2024

11 ديسمبر 2024

حقوق عمال منجم الدرع الأصفر في مهب الريح… الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تطالب بتسوية أوضاعهم فورًا

11 ديسمبر 2024

أمطار الخير تحدد مصير النمو الاقتصادي في المغرب لعام 2025

11 ديسمبر 2024

الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت على قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة

11 ديسمبر 2024

الحكم بالسجن على الناشط إسماعيل الغزاوي يُثير استنكارًا واسعًا في الأوساط السياسية والحقوقية

11 ديسمبر 2024

سجن صيدنايا: رمزية الفظائع التي لا تُنسى في سوريا

11 ديسمبر 2024

طنجة تحت المجهر.. التنقيط المتدني من “فيفا” يفضح عيوب المدينة ويثير تساؤلات حول مستقبلها

11 ديسمبر 2024

فلاحو شمال المغرب يواجهون مفاجأة انخفاض أسعار الحبوب رغم الجفاف