قال مصدر عليم ، أن ظاهرة ترويج الحبوب المهلوسة بوجدة والنواحي ، أصبحت تمارس من طرف شخصيات معروفة ورجال أعمال كبار ، وتهدد الأمن العام وصحة الشباب ، ودون أن تواكب منابعها المصالح الأمنية ، بالشكل الدقيق والمطلوب ، فبداية من الحدود الشرقية ، أو عبر ميناء بني أنصار-الناظور، من أجل منع إدخالها إلى أرض المغرب، وكذا متابعة مروجيها، ودون فرض الرقابة الكافية على الأماكن العمومية ، كما هو حال جامعة محمد الأول بوجدة، التي تنخذها عصابة موالية لعبد الرحيم بعيوي رئيس جماعة عين الصفا ، وشقيق رئيس جهة الشرق ، مكانا مفضلا لها لإصطياد الطالبات ، والتغرير بهن ، وإستقدامهن إلى فيلات فخمة ، لممارسة عليهن شتى أنواع الدعارة ، قبل إغراقهن في الإدمان ، وعبرهن يتم ترويج الأقراص في مختلف المناطق ( وذلكم موضوع آخر سنعود إليه ، بشهادة ما وقع لفتاة تسمى فدوى ، تم تخذيرها ، قبل أن تجد نفسها سجينة ) .
الأرقام التي قدمها المصدر العليم لجريدة “كواليس الريف” حول حجم إنتشار هذه الأقراص المهلوسة، وفشل الجهات الأمنية في الوصول إلى باروناتها ، أثارت في وقت سابق دعوات بوجدة من أجل تشديد الإجراءات التي تقوم بها الدولة في محاربة “الآفة”، وعدم ترك البارونات المحميين بحكم ( عرض لكتاف ) وبحكم النفوذ ، يفسدون أجيال المستقبل ، من خلال إستهدافهم لجامعة محمد الأول والمعاهد التابعة لها ، والتي تحتضن أكثر من 90 ألف طالب .
واعتبر المتحدث أن ترويج الأقراص المهلوسة واستيرادها من الخارج عبر ميناء الناظور ، من طرف رئيس جماعة عين الصفا بعمالة وجدة ، عبر فئة من خدمه وأصدقائه ، كما هو الشأن للمسمى التوهامي بوعزي، الذي فر إلى خارج الوطن ، بعد ورود إسمه في قضية حجز سيارة تحمل 113 ألف قرص من الحبوب المهلوسة، بزايو ضواحي الناظور، وكذلك الشأن للمدعو رشيد الطرطاق ، الذي تكفل بإقتناء البضاعة المحجوزة من الخارج نيابة عن رئيس جماعة “عين الصفا” عبد الرحيم بعيوي، إلا أن الأبحاث توقفت فقط عند التوعامي ، ولم تصل إلى بعيوي والطرطاق ، بحكم النفوذ ، وبحكم تكفلهم بتسهيل خروج التوهامي إلى الخارج ، حتى لا تصلهم التبعات ، رغم أن ( التوهامي بوعزي ) كان مبحوثا عنه ، ( إعتبر المتحدث ) أن خطورته لا يمكن وصفها ولا تقييم حجم أضرارها .
وأضاف المصدر أن المخيف “ليس هو حجم المحجوزات التي يعلن عنها من حين لآخر بوجدة ، لكن المخيف هو غير المحجوز”، وشدد على أن “هناك من له النية في إغراق الجهة الشرقية بالكامل ، لغاية في نفس يعقوب”.
وقال إن “هناك خلايا إجرامية أخرى بوجدة والضواحي لها مستهدفات واضحة، تسعى إلى استهداف أبناء الأسر الميسورة من أجل الحصول على إيرادات مستمرة، وكذا من أجل تدمير بنية تخلق التوازن داخل المجتمع” .
وكانت عناصر الضابطة القضائية بزايو ، قد تمكنت في 16 فبراير الماضي ، من إحباط محاولة تهريب 113 ألف قرص طبي مخدر , بقيمة مالية تتجاوز 600 مليون سنتيم، وتوقيف شخص من الناظور كان يقود سيارة مرقمة بالخارج أبلغ عن تلقيه تهديد من أصحاب محل لتعشير وبيع السيارات المرقمة بالخارج ، والتي يتم تسجيلها في إسم متقاعدين ، ليحصلوا على التخفيضات الجمركية، حيث كلفوه كما هو الشأن لسائقين آخرين مقيمين بالخارج ، مرارا بقيادة السيارات ، من الخارج للعصابة المعلومة المختصة في تبييض الأموال وتهريب المخدرات، ضمنها السيارة المحجوزة ، ( حيث ثلقى تهديد ) لإيصالها بسرعة إلى محلهم الكائن بشارع النخيل بوجدة ، بعد أن إجتازت شرطة وجمارك ميناء بني أنصار ، دون أن يعلم أحد ما بداخلها ، وهي الخطة التي ألفوا القيام بها منذ سنوات ، وأمام الضغط الرهيب الذي كان يتعرض له ، ساورته ( السائق ) شكوك ، ليخبر الشرطة بزايو ، التي قامت بتفحص السيارة ، لتعثر بداخلها ، على كمية كبيرة من الحبوب المهلوسة .
وقد جرى توقيف المبلغ الذي كشف عن أسماء أفراد العصابة ، وهم ثلاثة إخوة وإبن عمهم ، إثنان منهم مقيمان في ألمانيا ، ويتكلفان بشحن السيارات بالمخدرات ، ويتعلق الأمر بكل من محمد بوعزي وشقيقه الشيخ بوعزي ، وشقيقهم الثالث المسمى عبد الحق بوعزي وإبن عمهم جواد بوعزي ، اللذين تواريا عن الإنظار ، وفرا إلى أوروبا عبر الجزائر، بعد انتقال عناصر الشرطة إلى مقر إقامتهما بجماعة سيدي موسى أمهاية بعمالة وجدة عدة مرات لتوقيفهما ، فيما كان التوهامي بوعزي الذي يدير محل بيع السيارات ، يمارس نشاطه دون أن يترك أثرا لجرائمه ، قبل أن تصله الأبحاث ليقرر بدوه الفرار عبر الحدود إلى ألمانيا، في حين بقي عبد الرحيم بعيوي، البارون وصاحب البضاعة المحجوزة ومالك محل السيارات الفارهة بوجدة الذي كان يسيره التوهامي ، حرا طليقا ، ولم تستطع الأجهزة الأمنية الوصول إليه ، بحكم الإحتياطات الصارمة التي كان يتخذها لحماية نفسه وخليله رشيد الطرطاق ، وبحكم نفوذ شقيقه كذلك .
21/06/2023