تسود مخاوف في إسرائيل من أن يؤدي اقتحام وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، للحرم القدسي، الخميس الماضي، إلى التأثير سلبا على محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقوية العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية، وهو الذي تلقى مؤخرا دعوة رسمية من الملك محمد السادس لزيارة المملكة، والتي يجري الإعداد لها حاليا.
ولا يبدو التأجيل مستبعدا بعد عودة بن غفير إلى أنشطته الاستفزازية في الاعتداء على المقدسات الإسلامية بمدينة القدس، إذ بعد ساعات من ذلك أبلغت البحرين إسرائيل أنها قرر تأجيل استقبال وزير خارجيتها إيلي كوهين، الذي كان مقررا الأسبوع المقبل، في ظل إدانة العديد من الدول العربية لاقتحام المسجد الأقصى بما في ذلك المغرب.
وقالت البحرين إن سبب تأجيل زيارة كوهين هو وجود “تضارب في الجدول الزمني”، غير أن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أوردت، نقلا عن “مسؤول مطلع” أمس الجمعة، أن السبب الحقيقي هو ما قام به بن غفير، ما دفعها إلى الحديث عن إمكانية تكرار الأمر نفسه مع مسؤولين آخرين، مشيرة إلى الزيارة المرتقبة لنتنياهو إلى الرباط.
ولنتياهو سوابق مع إلغاء زياراته إلى الدول العربية بسبب تصرفات وزرائه، حيث كان من المقرر أن يزور الإمارات العربية المتحدة في يناير الماضي، لكن أبو ظبي سحبت دعوتها بسبب ما وصفته “الأعمال الاستفزازية” لبن غفير، ولم يُوجه الإماراتيون دعوة جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بعد ذلك، وهو الذي كان يرغب في استغلالها لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وكان المغرب قد قرر أيضا تأجيل احتضان النسخة الثانية من قمة النقب، ومن بين الأسباب التي وُضعت على الطاولة السياسات الإسرائيلية تجاه حقوق الفلسطيين، وخصوصا قرار توسيع المستوطنات وتدنيس المقدسات الإسلامية في القدس، وشهدت العلاقات بين الرباط وتل أبيب برودا امتد لشهور بعد عودة نتنياهو إلى السلطة بسبب تحالفه مع اليمين المتطرف.
وأعلن نتنياهو اعتراف إسرائيل بالسيادة المغربية على الصحراء، وذلك في رسالة إلى الملك محمد السادس بتاريخ 17 يوليوز الجاري، وفي المقابل تلقى رسالة جوابية من العاهل المغربي يدعوه فيها إلى زيارة المملكة، ليبدأ تنسيق هذه الزيارة بين وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ومستشار الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية تساحي هنغبي.
كواليس الريف: متابعة
31/07/2023