لا تنظر العديد من الأطراف في إسبانيا باطمئنان إلى التقارب المغربي الإسرائيلي، وخصوصا في المجال العسكري، مبدية قلقها من علميات إعادة التسليح المتسارعة التي تخضع لها القوات المسلحة الملكية والتي من شأنها أن تضعف التفوق العسكري الإسباني في المنطقة، حيث ستكون الصواريخ المغربية قادرة، حسابيا، على الوصول بسهولة إلى المدن الرئيسية في إقليم الأندلس.
وأصبحت هذه التخوفات أكثر حدة بعد رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الملك محمد السادس، التي أعلن فيها اعتراف بلاده بالسيادة المغربية على الصحراء، وقبل ذلك إعلان تعيين شارون إيتاش أول ملحق عسكري لدى التمثيلية الدبلوماسية الإسرائيلية بالرباط، وأيضا مشاركة جنود إسرائيليين في مناورات “الأسد الإفريقي” التي جرت على أراضي المملكة.
ويرى تقرير مفصل لصحيفة El Debate الإسبانية أن العلاقات المغربية الإسرائيلية تعني ظهور سيناريو جيوستراتيجي جديد في شمال إفريقيا، مع تعزيز تعاون البلدين في المجال الدفاعي، إذ في مارس الماضي حصلت الرباط من تل أبيب على نظام إطلاق الصاروخ المتطور PULS القادر على إصابة الأهداف الموجودة على مدى 300 كيلومتر.
النظام صنعته شركة Elbit Systems الإسرائيلية، وهي نفسها التي ستدشن مصنعين لها في المغرب، وفق ما أكده شاي كوهين، الرئيس السابق لمكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، والذي قال إن المصنعين سيكونان متخصصين في إنتاج الأنظمة الدفاعية، وأحدهما اختار بالفعل موقعه في مدينة الدار البيضاء.
لكن التقارب المغربي الإسرائيلي فتح للقوات المسلحة الملكية بابا آخر، في الولايات المتحدة الأمريكية الطرف في الاتفاق الثلاثي الموقع في 22 دجنبر 2020، والذي بموجبه عادت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل بعد 20 عاما على قطعها، ما أتاح للجيش المغربي الحصول على العديد من الأسلحة المتطورة بعيدة المدى.
ويرى التقرير الإسباني أن بيع 18 نظاما لإطلاق الصواريخ من طراز Himars للمغرب، و112 صاروخ أرض – أرض من طرازات مُختلفة، ينطوي على خطر محدق على أراضي إقليم الأندلس، فتلك الصواريخ يصل مداها إلى ما بين 82 و305 كيلومترات، إلى جانب حصول المغرب على 40 قنبلة شراعية يصل مداها إلى 120 كيلومترا.
وحسب المصدر نفسه فإن وضع هذه الأسلحة في طنجة سيعني، حسابيا، أن المغرب قادر على الوصول إلى المواقع الاستراتيجية الرئيسية في إقليم الأندلس جنوب إسبانيا، بما في ذلك عواصم المحافظات، ويتعلق الأمر بإشبيلية ومالقا وقادس، وأيضا لقاعدة روتا البحرية حيث يوجد درع حلف “الناتو” المضاد للصواريخ و4 ممرات أمريكية.
وما يقلق الإسبان أكثر هو استمرار تدفق الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية على المغرب، حيث صادقت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية على قائمة جديدة من الأسلحة التي سيجري بيعها للرباط، وتتضمن 40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية M57 -ATACMS و36 نظام إطلاق متعدد الصواريخ M31A2 -GMLRS وأنظمة توجيه وإطلاق أخرى موجهة بأنظمة تحديد المواقع عالية الدقة التي يتراوح مداها بين 70 و300 كيلومتر، إلى جانب تحديث طائرات F16 وتزويدها بصواريخ AGM154C JSOW القادرة على إصابة أهداف من على مسافة 130 كيلومترا.
حمزة المتيوي :
31/07/2023