أفاد “مغرب أنتلجنس”، الفرنسي المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية ، أن “اللواء مهنة جبار، رئيس المخابرات الجزائرية الخارجية، وتحديدا مديرية التوثيق والأمن الخارجي (DDSE)، سيرأس بشكل سري وفداً من مساعديه، من أجل لقاء نظرائه في أجهزة المخابرات الألمانية الأجنبيةBND في برلين العاصمة”.
وحسب مصادر الموقع نفسه، فإن “النقاشات ستدور، بشكل أساسي، حول الملف الطبي لعبد المجيد تبون، الذي تم نقله إلى المستشفى في ألمانيا؛ أولا في كولونيا ثم في برلين، بين أكتوبر 2020 ونهاية فبراير 2021، بعد تعرضه لإصابة أكثر من مرة، ضمنها إصابته بكوفيد-19”.
وسيضطر الرئيس الجزائري، وفق مصادر “مغرب أنتلجنس”، إلى “بدء سلسلة جديدة من الفحوصات الطبية مع مؤسسات ألمانية متخصصة، من أجل تعميق فحصه الطبي وبدء فحص طبي جديد معمق، تحسبا للمواعيد السياسية الاستراتيجية المقبلة”.
المصدر ذاته أوضح أن “عبد المجيد تبون يشعر بإرهاق مزمن”، لافتا إلى أن “رحلاته الطويلة الأخيرة إلى الخارج، خاصة إلى روسيا والصين، تركت آثارًا على عملية التمثيل الغذائي التي لا تزال حساسة”.
الموقع المذكور وصف الرئيس الجزائري، البالغ من العمر 78 عامًا، بـ”رجل ضعيف سيصعب عليه الترشح لولاية ثانية نظرا إلى حالته الصحية”، مشددا على أن “قدرته على قيادة البلاد لمدة 5 سنوات أخرى، اعتبارًا من عام 2024، ليست، بأي حال من الأحوال، أمرًا مفروغًا منه”.
“إن العديد من القادة الجزائريين يدركون هذا الواقع المرير. لهذا يحتاج تبون إلى خبرات طبية عالية المستوى. والأطباء الألمان الذين أنقذوا حياته في عام 2021 مدعوون، مرة أخرى من قبل النظام الجزائري، لكشف حقيقة وضعه الصحي”، يستطرد المصدر السالف ذكره.
كما لفت المصدر إلى أنه رغم هذا الوضع؛ إلا أن “العلاقات بين الجزائر وبرلين لم تعد في حالة جيدة منذ زيارة تبون لروسيا، لاسيما وأن تبون أبدى دعمه لمعسكر فلاديمير بوتين ضد الدول الغربية، بما في ذلك ألمانيا”.
وقبل ذلك، تؤكد “مغرب أنتلجنس”، “يجب على السلطات الألمانية إعطاء الضوء الأخضر لإجراء هذه الفحوصات الطبية، شريطة ضمان السرية التامة لإقاماته الطبية المستقبلية، بعد الموقف الجزائري الداعم للدب الروسي على حساب الدول الغربية”.
وأمام هذا الوضع؛ أبرز المصدر أنه “تم تكليف اللواء مهنة جبار للقيام بالمهمة الحساسة، المتمثلة في استعادة علاقات الثقة مع الألمان، وإقناعهم بتقديم أرقى ترحيب طبي للرئيس الجزائري، وكذلك الحفاظ على السرية الطبية بأي ثمن”.
“وفي حالة استُوفيت الشروط المذكورة، سيتعين على عبد المجيد تبون العودة إلى ألمانيا قريبًا”، يوضح الموقع، قبل أن تضيف أن “الرئيس الجزائري يُخاطر بإجباره على البحث عن بدائل أخرى؛ مثل إمكانية العلاج من قبل الأطباء الروس، وهو ما لن يكون بشرى سارة للجزائر، التي تبحث عن توازن عادل بين الغرب وكتلة روسيا والصين”.
03/08/2023