في ظل موسم جفافٍ جديد في اقليمي الدريوش والناظور ، في موسم يكاد يكون كارثيا، يبقى المتضرر الأول والأخير هو الفلاح، الذي تعتمد معيشته بشكل كلي على ما تجود به السماء من قطرات.
وعلى الرغم من أن الزراعات المسقية في الإقليمين ، التي تعتمد بشكل أقل على التساقطات المطرية، إلا أن تتابع مواسم الجفاف في السنوات الأخيرة، إضافة إلى حدّتها، أدى إلى انخفاض مستوى ملء سدي محمد الخامس ومشرع حمادي ، المخصصين للسقي الزراعي وللشرب ، وهو ما يدفع وزارة الفلاحة إلى وقف استغلال بعض هذه السدود وتخصيصها بشكلٍ أساسي لتوفير الماء الصالح للشرب.
وفي ظل هذا الوضع، تتضح بشدة أهمية المؤسسات التي تحمي الفلاح من مثل هذه التقلبات، وعلى رأسها التعاضدية الفلاحية (مامدا Mamda)، باعتبارها تواكب الفلاحين “وتحميهم ضد المخاطر الحياتية، خاصة، والتقلبات المناخية”.
لكن، من خلال شكاوى الفلاحين بإقليمي الدريوش والناظور ، والأوضاع المزرية التي صاروا يعيشونها، لا تبدو بصمة هاته الهيئة جليا، ولا يتضح أن هناك تخفيفاً لهذه المعاناة، سواء على مستوى الإنتاج، أو على مستوى معيشة الفلاحين أنفسهم.
وكان المفترض أن يكون هذا التأمين، الذي يدفع فيه الفلاح مبالغ مالية لا يستهان بها بشكل سنوي من أجل تعويضه عن غياب المحصول أو قلته، هو أول جابرٍ للضّرر، وبشكل واضح جدا يفترض أن يغطّيَ الخسائر كلّها أو جلّها، وإلا فما دور التأمين إن لم يكن هو هذا ؟.
وفي تصريحات إستقتها جريدة “كواليس الريف” من بعض الفلاحين المتضررين من هذا التأمين ، وخصوصا من منطقة ( أياروار ) بالدريوش ، ومنطقة سهل كرت بالناظور ، فإن مسؤول التعاضدية الفلاحية بالناظور ، يمارس نوع من التسويف ، وتعقيد المسطرة ، في حصول الفلاحين على شيكاتهم من التعويض عن الخسائر التي واجهوها بسبب الجفاف ، بل الأكثر من ذلك ، فذات المسؤول عن التعاضدية الفلاحية ( مامدا ) يساوم الفلاحين ، في نسب مائوية من مبالغ التعويض التي تحددها التعاضدية، مقابل تسليمهم الشيكات …!! وإلا فإن مصير ملفات تعويضاتهم ستدفن في الرفوف لشهور أو أعوام ، من خلال إختلاق أعذار واهية .
22/08/2023