إلحاح بوتين، على تعزيز العلاقات الروسية المغربية ومواصلة الزخم الذي تم إطلاقه خلال السنوات الأخيرة، وجدت لها صدى إيجابي في الرباط، التي قرّرت الاستعانة بخبرة وتجربة موسكو في تفعيل مخطط مكافحة الجفاف الذي تتكبّده المملكة ويُعد الأسوأ من نوعه منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود.
وتسير اتفاقية التعاون النووي بين المغرب وروسيا، في تقدّم مستمر، منذ توقيع الرباط لاتفاق مع شركة فرعية تابعة لشركة الطاقة النووية المملوكة للدولة “روساتوم”، على هامش الانعقاد الثاني للقمة الروسية-الأفريقية في مدينة سانت بطرسبرغ، يومي 27 و28 من شهر يوليوز الماضي، لأجل التعاون في مجال تحلية مياه البحر، وهي عملية تتطلب طاقة مكثفة للغاية وتحول تكاليف الطاقة الباهظة.
ووضعت روسيا أنظارها على واحد من أعظم كنوز المغرب، وهي الثروة التي يتم الاحتفاظ بها تحت الأرض، بحسب موقع “أتالايار”، الذي أكد أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين المغرب والشركة الحكومية الروسية للطاقة النووية “لم يخلو من الإشارة إلى الإمكانيات التي يتمتع بها الاقتصاد المغربي، فضلا عن أراضيه التي تعد موردا طبيعيا رئيسيا”.
ويأتي هذا التحالف النووي المغربي الروسي، تزامنا مع تكبّد المملكة ويلات آثار الجفاف المتفاقم والتاريخي، سيّما مع الارتفاع المتواتر والقياسي الذي تشهده درجات الحرارة التي تجاوزت 51 درجة مئوية في بعض مناطق المغرب، تغذيها الرياح الجافة القادمة من الصحراء الكبرى، ما دفع المملكة إلى البحث عن مخرج من خلال الاستعانة بالتجربة الروسية في المجال، حيث من المرتقب أن يكون التحالف مع موسكو أساسياً في القادم من الأشهر.
كواليس الريف: متابعة
23/08/2023