حمزة المتيوي :
بعد 4 أيام فقط من الضربة الجوية التي وجهتها القوات المسلحة الملكية لميليشيات جبهة “البوليساريو” الانفصالية، والتي أدت إلى مقتل القيادي في الجبهة علي حمودي و3 من مرافقيه بعد اختراقهم المنطقة العازلة خلف الجدار الأمني، عادت الجزائر لتوجيه اللوم إلى الإمارات باعتبارها من بين الدول التي تدعم المغرب ميدانيا في ملف الصحراء.
أحدث الاتهامات الجزائرية، الصادرة عبر يومية “الخبر” المقربة من الجيش، تحدثت عن قيام أبو ظبي بتسليم المغرب طائرات عسكرية ومعدات استخباراتية يتم استخدامها “على الشريط الحدودي”، زاعمة أنها تساعد المغرب في ما وصفته بـ”الأنشطة التوسعية” في الصحراء، الأمر الذي يأتي بعد يوم واحد من دفن جثمان حمودي، عضو أمانة “البوليساريو” وقائد ما يسمى “المنطقة العسكرية السادسة”.
وقالت الصحيفة إن “حكام أبوظبي ماضون في استعداء الجزائر والإضرار بأمنها ومصالحها الاستراتيجية، ويصر هؤلاء، من خلال توالي انزلاقاتهم الخطيرة، على الدفع بالعلاقات الثنائية نحو القطيعة”، وتابعة من خلال مقال بعنوان “ماذا تريد أبو ظبي من الجزائر؟” أن “التطاول والإضرار بالمصالح العليا” للجزائر أخذ “طابعا علنيا”، مضيفة أن “خيار ضبط النفس الذي تلتزم به الجزائر قد لا يطول”.
وأوردت المؤسسة الإعلامية المقربة من قائد الأركان السعيد شنقريحة، في رسالة “شبه رسمية” للإمارات، أن “الجهات المختصة ستجد نفسها مضطرة للرد إذا لم يعد الأشقاء إلى رشدهم”، وزعمت أنه “في الآونة الأخيرة انخرطت أبوظبي في مسلسل استفزازي للجزائر، من خلال الاصطفاف المفضوح مع نظام المخزن، وتجهيزه بكل الوسائل من أجل إلحاق الأذى بالجزائر، واتضح ذلك جليا من خلال عدة معطيات تصدقها الوقائع المتتالية”.
وتحدث المصدر نفسه عن “اصطفاف” إماراتي خلف المغرب، من خلال “هبة” سلمتها أبو ظبي للرباط تتمثل في “طائرات حربية معدات جوسسة”، والتي نشرتها الرباط على الحدود الجزائرية، وفق مزاعم الصحيفة، متحدثة أيضا عن أنشطة تجسس مغربية بمساعدة إماراتية على الاتصالات الداخلية بالشريط الحدودي للجزائر، والدعم الإماراتي العلني للسيادة المغربية على الصحراء، أو ما وصفته بـ”الأطروحة التوسعية”.
وادعت “الخبر” أن الإمارات “ذهبت بعيدا” في “دعمها العسكري” للمغرب، وذلك من خلال “إقرار مسؤوليها بمنح 68 طائرة حربية متقدمة من نوع “ميراج 9000 داش 9″، مع قطع غيار وإمدادات الذخيرة كدعم مجاني لسباق التسلح المغربي، وهي الصفقة التي أذاعها الإعلام المغربي على نطاق واسع قبل أشهر، وتأكد مؤخرا بأن المخزن بدأ يتسلم هذا النوع من المقاتلات المتطورة”، تقول الصحيفة.
وأورد المصدر ذاته أن الإمارات استقبلت خلال الأسابيع الماضية ضباطا وتقنيين مغاربة للخضوع إلى تكوين وتدريب على صيانة وقيادة هذا النوع من الطائرات القتالية متعددة الاستخدامات، وذات القدرات القتالية جو – جو، وجو – بحر، وهذا الأسطول الجوي الذي تحصلت عليه الإمارات من فرنسا قادر على حمل صواريخ جو – أرض، وصواريخ “كروز”، ومدعم برادار متعدد الوسائط، ونظام استهداف هدف متحرك، لرفع القدرات العسكرية لسلاح الجو المغربي.
05/09/2023